اعتبر عزيز الداكي، المدير الفني ل"مهرجان موازين"، أن هذه التظاهرة الفنية ليست الوحيدة التي تتعرض للهجوم، وأن هناك تظاهرات فنية أخرى تكون عرضة للهجوم في كل دورة مشيرا إلى أن الاستعدادات لهذا العرس الفني تسير بشكل جيد، وسيكون الجمهور على موعد مع مختلف النجوم، الذين سيضيئون منصات الرباط على مدى تسعة أيام. وقال الداكي، في حوار مع "المغربية" إن إدارة المهرجان تسعى إلى إرضاء مختلف الأذواق، من خلال تنوع وغنى فقرات برنامجه. وعن الإمكانيات اللوجستيكية والتقنية التي تعتمد عليها إدارة المهرجان، أوضح الداكي أن جمعية "مغرب الثقافات"، المنظمة للمهرجان، تعتمد على "نموذج اقتصادي خلقته بنفسها، للحصول على الموارد المادية". هناك إشاعات حول عدم تنظيم مهرجان موازين هذه السنة؟ - إنها إشاعات فعلا، لأن المهرجان سينظم في وقته، إن شاء الله، ونحن نشتغل على قدم وساق لإنجاح هذه التظاهرة الفنية المتميزة، التي تحظى بإقبال كبير في كل دوراته. جميع العقود ممضاة مع الفنانين، الذين سيحلون ضيوفا على المهرجان، كما ستنظم، يوم 20 مارس الجاري بالرباط، ندوة صحفية، لتقديم البرنامج العام للدورة الحادية عشرة، والاستعدادات الأولية تسير بشكل جيد، والأمور تأخذ طريقها بشكل سليم. فبعد مرور عشر دورات على تنظيم "موازين" تميزت جميعها بالنجاح، واستقطبت نجوما عربا وأجانب، لهم صيتهم الواسع، استطعنا أن نخلق التواصل بين الجمهور المغربي وهؤلاء الفنانين، الذين قدموا أغاني جميلة، وأتحفوا كل الجماهير، واليوم، نستعد لتنظيم الدورة الحادية عشرة، التي نتمنى أن تلقى الإقبال نفسه، والذي لقيته كل الدورات السابقة. لماذا هذا الهجوم على موازين في كل سنة؟ - أظن أن "موازين" ليس المهرجان الوحيد الذي يتعرض للهجوم، فهناك العديد من التظاهرات الفنية، تكون عرضة للهجوم في كل دورة. إن "موازين" من المهرجانات التي تنظم في شهر ماي، أي أنه أول مهرجان يفتتح فترة التظاهرات الفنية في المغرب، لهذا يكون في الواجهة، وبالتالي، عرضة لأي هجوم. ولا ننسى أن مهرجان "موازين"، بإشعاعه العالمي، ومكانته الكبيرة، يختطف الأضواء من باقي التظاهرات، بفضل النجاح الهائل الذي يحققه، وربما لهذا النجاح ثمن، لأنه يستقطب كذلك الهجوم. أليس سبب الهجوم هو الميزانية المخصصة للمهرجان؟ في السنة الماضية، لم نستفد لا من دعم المدينة ولا الجهة، رغم أن أكبر المهرجانات الغنائية العالمية تستفيد من دعم المدينة والجهة، لأنه أمر طبيعي. ورغم ذلك، أؤكد أن مهرجان "موازين" لا يوجد فيه درهم واحد من المال العام، بفضل النموذج الاقتصادي، الذي خلقته جمعية "مغرب الثقافات". ولا أريد أن يكون سوء فهم في ما أقول، فمن الطبيعي أن تشارك المدينة والجهة في دعم المهرجانات التي تساهم في الإشعاع الثقافي والسياحي والاقتصادي في المنطقة. في فرنسا، مثلا، يوجد أكثر من ألفي مهرجان موسيقي، وكلها، دون استثناء، تستفيد من دعم المدينة والجهة. وكانت ميزانية "موازين" السنة الماضية في حدود 62 مليون درهم، بفضل نموذج اقتصادي، خلقناه للحصول على الموارد، المتمثلة في حقوق البث التلفزيوني للعروض بالمجان، مقابل مداخيل الإشهار، كما نعتمد على بيع التذاكر ببعض المنصات. ونسعى في كل دورة إلى الحصول على التوازن في الميزانية. هل هناك أرقام تبرز مدى نجاح هذه التظاهرة الفنية؟ - الإقبال على مهرجان "موازين" كبير جدا، وللجمهور المغربي موعد سنوي مع هذا العرس الفني، الذي لا يتخلف عنه، لأنه مناسبة يعانق فيها كل الألوان الفنية. ونحرص، كل سنة، على أن تطغى المجانية على "موازين"، لتمكين أكبر شريحة من الجمهور من متابعة فقرات المهرجان. من جهة أخرى، لدينا منصتان، 20 في المائة من مساحاتها بالأداء، فيما نترك 80 في المائة بالمجان، حتى نخلق التواصل بين الجمهور والفنانين، لأن الجمهور الذي يؤدي ثمن تذاكر 20 في المائة هو من يساهم في السماح لباقي الجماهير بمتابعة الفقرات نفسها مجانا. في السنة الماضية، تابع أكثر من مليونين و200 ألف متفرج فقرات المهرجان في مختلف المنصات، ومن خلال التلفزيون، تابعها أكثر من 30 مليون مشاهد. وكل الدراسات التي تنجزها مؤسسة "ماروك ميتري" تصنف "موازين" ضمن البرامج الفنية التي تحظى بنسبة مشاهدة عالية خلال شهر ماي. هناك مشاركة ضعيفة للوجوه المغربية هذه السنة؟ - بالعكس، "موازين" يعد المهرجان الوحيد الذي يستضيف أكبر عدد من الفنانين المغاربة. وهذه السنة، سيشارك 45 في المائة من الفنانين المغاربة في المهرجان، ونحرص على أن يكون الفنان المغربي أول المستفيدين من "موازين"، ونحاول أن ننوع الوجوه، حسب الأذواق، فلكل منصة عشاقها، ولكل لون غنائي جمهوره، فمثلا، حي النهضة، في الرباط، سيكون مسرحا للأغنية الشرقية، وسيلتقي الجمهور مع موسيقى العالم بشالة، فيما سيستمتع جمهور منصة سلا بالأغنية المغربية.