يعقد إيريك غيريتس، مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم، بعد غد السبت، ندوة صحفية يسلط خلالها الضوء على ما نشر في الآونة الأخيرة في عدد من الصحف الوطنية والدولية، خاصة البلجيكية منها، والتي تحدثت عن تهجمه على الأطر المغربية. وكان المكتب الجامعي لكرة القدم وضع في غيريتس الثقة الكاملة للاستمرار في عمله على رأس المنتخب الأول، فضلا عن تكليفه بتشكيل منتخب رديف من اللاعبين المحليين. وقدم غيريتس، خلال اجتماع، عقد أول أمس الثلاثاء، في مقر جامعة الكرة بالرباط، تقريرا شاملا عن رحلة الغابون، ضمنه كل صغيرة وكبيرة عما حدث في فترة إقامة أسود الأطلس في العاصمة ليبروفيل. وإلى جانب تقرير غيريتس، اطلع أعضاء المكتب الجامعي على تقرير كريم عالم، الذي ترأس بعثة المنتخب الوطني. وخلال مناقشة التقريرين، تساءل عدد من الأعضاء حول سبب الاعتماد على لاعبين يفتقدون التنافسية في "الكان"، وهو خطأ اعترف به المدرب البلجيكي، الذي حصر مشكلة المنتخب في الغابون في نقطتين أساسيتين، هما قلة تنافسية بعض اللاعبين الأساسيين العائدين من الإصابة، وكذلك الذين لا يلعبون بشكل منتظم مع فرقهم، وافتقاد الفعالية، خصوصا في المباراة الأولى، التي كان لنتيجتها تأثير كبير على معنويات المجموعة. من جهتهم، اعترف أعضاء المكتب الجامعي بسوء تدبير المرحلة، التي سبقت التوجه إلى الغابون، إعلاميا، واعترفوا بأن التواصل كان ينبغي أن يحدث بشكل شفاف، وتوضيح الأهداف للجمهور المغربي. وأوضح مصدر حضر الاجتماع، ل"المغربية"، أن الأهداف الرياضية للمنتخب الوطني، خلال مشاركته في كأس أمم إفريقيا، لم توضح بالشكل المطلوب للرأي العام الوطني، إذ أن "الكان"، حسب مصدرنا، كان بمثابة مرحلة أولى في عملية بناء منتخب على المدى المتوسط. وطلب المكتب الجامعي من غيريتس الشروع في الإصلاح في أقرب وقت ممكن، باعتابار أن ذلك ضروري من أجل تحضير المنتخب الوطني للاستحقاقات المقبلة، وتحقيق الأهداف الرياضية المحددة من طرف الجامعة، كما طلب أعضاؤها وضع قواعد واضحة، في ما يخص استدعاء اللاعبين غير الأساسيين ضمن صفوف فرقهم، والاستعانة بهم فقط في حالات استثنائية، وأن تكون نسبتهم في المنتخب معقولة. ودعا المتدخلون إلى تفعيل الميثاق الوطني للمنتخبات الوطنية، المعد من طرف الجامعة، وهو وثيقة توضح حقوق وواجبات كل لاعب، يتلقى دعوة الانضمام إلى المنتخب الوطني. وأجمع أعضاء الجامعة على ضرورة تعزيز تواصل الجامعة مع باقي الفاعلين والمتدخلين في اللعبة، سيما وسائل الإعلام، لتقريب الجمهور من جهود بناء منتخب تنافسي. وتقبل غيريتس جميع ملاحظات الأعضاء الجامعيين، وأبدى استعداده لأخذها بعين الاعتبار، معلنا التزامه بتنفيذها بشكل كامل، كما أوضح أن استدعاء اللاعبين مستقبلا سيستند على أربعة معايير، هي الموهبة، والتنافسية، والدفاع، والقدرة على الانصهار داخل المجموعة. وشكر الجامعة على تجديد ثقتها في شخصه، معلنا التزامه بمضاعفة الجهود، من أجل تحسين تنافسية المنتخب الوطني، مبرزا أنه سيرفع من وتيرة اللقاءات الفردية مع اللاعبين الأساسيين للمنتخب الوطني، من هذا التاريخ إلى غاية يونيو المقبل، فضلا عن متابعة اللاعبين المحليين، لتدعيم محتمل لصفوف المنتخب الأول.