أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس حرصه الثابت على المضي قدما٬ وبإرادة صادقة٬ نحو إرساء مقومات نظام مغاربي جديد٬ منطلقه الحوار البناء والتشاور المثمر. وقال جلالة الملك٬ في برقية تهنئة لقادة دول اتحاد المغرب العربي بمناسبة الذكرى 23 لقيام الاتحاد٬ "وإننا إذ نحيي هذا الحدث المغربي الكبير٬ لنستحضر٬ بكل اعتزاز٬ الروح التضامنية وبعد نظر الحركة الوطنية للمغرب الكبير٬ واستشرافها المبكر لحتمية توحيد العمل المغاربي المشترك، في إطار تكتل قوي وفاعل ومنسجم٬ مؤكدين لفخامتكم حرصنا الثابت على المضي قدما٬ بإرادة صادقة٬ نحو إرساء مقومات نظام مغاربي جديد٬ منطلقه الحوار البناء والتشاور المثمر٬ وقوامه ترابط المصالح المشتركة٬ ومنهجيته تكثيف الجهود التنموية الاندماجية لتحقيق المزيد من التقدم والنماء والاستقرار لبلداننا الخمسة في ظل الوحدة والإخاء وحسن الجوار". وشدد جلالة الملك على أن التحولات العميقة التي تشهدها المنطقة المغاربية والعربية٬ وتطلعات شعوبها إلى المزيد من الحرية والديمقراطية والكرامة والديمقراطية والكرامة والتنمية المندمجة والتقدم المشترك والعدالة الاجتماعية٬ تقتضي توطيد الصرح المغاربي كأفق استراتيجي حتمي٬ من خلال تبني مقاربة عملية تضامنية٬ ووفق منظور واقعي وواضح٬ في انسجام تام مع روح ومنطوق معاهدة مراكش التأسيسية. في هذا الصدد٬ أكد جلالته أن المملكة المغربية٬ التي ما فتئت تبرهن عن إيمانها وتشبثها بالاتحاد المغاربي كخيار استراتيجي لا محيد عنه٬ لتتطلع٬ بهذه المناسبة٬ لإقلاع مغاربي جاد ومنتظم٬ انطلاقا من روابط الأخوة المتجذرة٬ ووحدة التاريخ والحضارة والمصير المشترك٬ وتكامل المصالح الحيوية للبلدان الخمسة في احترام تام لسيادتها ووحدتها الترابية وهويتها وقيمها وثوابتها الوطنية العليا. وقال جلالة الملك إنه "من منطلق إيماننا الراسخ بكون الاندماج المغاربي تطلعا شعبيا عميقا٬ وضرورة استراتيجية أمنية ملحة٬ وحتمية اقتصادية٬ يفرضها عصر التكتلات والعولمة٬ فإننا نجدد لكم حرصنا على مواصلة العمل٬ سويا معكم٬ ومع كافة أشقائنا قادة الدول المغاربية٬ من أجل انبثاق نظام مغاربي جديد٬ وازن في محيطه العربي٬ وفاعل في عمقه الإفريقي وجواره الأورو- متوسطي٬ وراع لمصالحنا الجماعية على المستوى الجهوي والدولي". وبهذه المناسبة أعرب جلالته لقادة الدول الخمس عن أحر التهاني والتبريكات وأصدق المتمنيات لهم بدوام الصحة والسعادة والهناء ولشعوبهم الشقيقة باطراد التقدم والازدهار.