لقن منتخب زامبيا بطل إفريقيا لكرة القدم، المهتمين بهذه اللعبة أفضل الدروس الكروية، فهذا المنتخب الذي اعتمد على لاعبيه المحليين، بقيادة مدرب مغمور فعل العجب ووجه دعوة صريحة إلى القارة السمراء بأن تتخلى عن المساحيق، التي لن تخلصها مما علق بوجهها من ندوب. قبل انطلاق دورة الغابون وغينيا الاستوائية، لم يكن أحد يراهن على أن تطلق زامبيا رصاصاتها في كل الاتجاهات، لكنها فعلت ذلك باقتدار، توالت الرصاصات والضحايا أيضا، لكن الجميع ظل يتحدث عن مفاجآت. المثير هو أنه حتى عندما صار الزامبيون أبطالا للقارة السمراء، خدش البعض أسماعنا بالحديث عن مفاجأة. نجحت زامبيا لأنها آمنت بقدرة شبابها المحلي، ولأن من يقود جامعتها هو النجم السابق كالوشا بواليا الذي تألق في أولمبياد سيول 1988، وقاد باقتدار ما بقي من شباب بلاده بعد كارثة سقوط الطائرة وموت زملائه في المنتخب عام 1993، ولما اعتزل وثق فيه بنو جلدته، وبشكل خاص أهل الكرة وانتخبوه رئيسا لجامعتهم. وبالفعل، رد كالوشا الجميل بتعبيد الطريق نحو إحراز بلده أول لقب قاري، عبر الاعتماد على الشباب الذين تقاسموا مع المدرب الفرنسي هيرفي الطموح والرغبة في التألق، وكان كلام بواليا ونصائحه مسموعين، لأنه قدوة للاعبين الذين حظوا بشرف تمثيل زامبيا، فأحرز منتخب بلاده اللقب القاري تاركا من راهنوا على نجوم "بورجوازيين" يضربون أخماسا في أسداس. إنه الدرس الزامبي الكبير، الذي لن يستوعبه كسالى وأميو الألفية الثالثة.