عبر توفيق احجيرة، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، عن غضب قيادة الحزب من دفاع صلاح الدين مزوار، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عن حصيلة وزرائه، ومن طريقته في تدبير التحالفات. (سوري) وكشف احجيرة، في "منتدى 90 دقيقة للإقناع"، الذي تنظمه مجموعة ماروك سوار، والذي استضاف الثلاثي القيادي في حزب الاستقلال، عادل الدويري، وتوفيق احجيرة، وكريم غلاب، أن عباس الفاسي، رئيس الحكومة، أقلقته طريقة دفاع مزوار عن حصيلة الوزارات، التي يتحمل حزبه مسؤوليتها. وقال احجيرة إن "عباس الفاسي لم يرقه كثيرا ما فعله مزوار، ورد بقوة على ذلك بالقول إنه حين يتكلم عن الحصيلة الحكومية، لا يتطرق إلى حصيلة الوزارات، التي يتحمل مسؤولية تسييرها أعضاء من حزب الاستقلال". وبخصوص تحالف الثمانية، الذي يضم التجمع الوطني للأحرار مع سبعة أحزاب أخرى، قال احجيرة "أخلاقيا، لا يمكن لنا أن نعقد تحالفات مع حزب في المعارضة"، في إشارة إلى الحلفاء الجدد للتجمع الوطني للأحرار، الذين يوجد أغلبهم في المعارضة لحكومة عباس الفاسي، مبرزا أن "حزب الاستقلال ليس ضد التحالفات، لكنه يتحفظ على الخليط المكون ل (جي 8)". ويتكون تحالف الثمانية من أحزاب التجمع الوطني للأحرار، والحركة الشعبية (حكومة) والأصالة والمعاصرة، والاتحاد الدستوري، والحزب الاشتراكي، والحزب العمالي، واليسار الأخضر، والنهضة والفضيلة (معارضة). من جهة أخرى، استحسن احجيرة، وزير الإسكان والتعمير والتنمية المجالية، الحراك الحزبي، الذي يرى أنه "في الطريق إلى تشكيل خارطة سياسية جديدة"، قبل إجراء الانتخابات التشريعية المقررة في 25 نونبر الجاري، مؤكدا أن "حزب الاستقلال تربطه علاقات طيبة مع حزب العدالة والتنمية"، وأن "التقارب والتحالف مع العدالة والتنمية ممكن، لكن بعد مرور الانتخابات"، موضحا أن "التحالفات، التي يمكن أن يعقدها حزب الاستقلال، ستكون مبنية على الانسجام في الرؤى وفي التصورات المجسدة في البرامج، لنرى من هو الحزب الأقرب لنا في تصوراته الاقتصادية والاجتماعية، للرفع من وتيرة النمو، ومعالجة معضلة البطالة، والرفع من مستوى عيش المواطنين، وسبل ضمان العيش الكريم للمغاربة، ودعم الطبقة الوسطى". من جهته، قلل عادل الدويري، عضو اللجنة التنفيذية للحزب، من مشاكل الكتلة الديمقراطية، التي تجمع حزب الاستقلال بحزبي الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية. وقال إن "الركود الذي مرت منه، والاختلافات، التي نشبت بين مكوناتها، أمر عاد، ولا يؤثر على بقاء الكتلة، وعلى قدرتها على البحث عن حلول ممكنة للمغرب المعاصر"، مشيرا إلى أن أحزاب الكتلة ستحتفل قريبا بذكرى مرور عشرين سنة على تأسيسها، ما يبين أنها "ما زالت في صحة جيدة، وأن الوضع السياسي المغربي في حاجة إليها". من جانبه، اختار كريم غلاب توضيح البرنامج الانتخابي لحزب الاستقلال، إذ قال إن "الفترة الممتدة بين سنة 2000 و2010 تعتبر استثنائية في نمو المغرب، الذي عرف تطورا مهما، إذ ارتفع دخل المواطنين، ومستوى عيشهم بشكل ملموس"، لكن بالمقابل يضيف غلاب، تزايدت الفوارق الاجتماعية. وأضاف أن حزب الاستقلال "يراهن على تقليص هذه الفوارق، عبر التوزيع العادل للثروات من خلال صندوق التضامن"، وأنه سيجري "تجديد هذا الصندوق وتمويله بطريقة مقبولة، ومحاولة إعادته إلى المكانة، التي كان عليها قبل 15 سنة". وأوضح غلاب أن تمويل هذا الصندوق سيكون من خلال ثلاث ضرائب، هي الضريبة على الدخل المرتفع جدا، والضريبة على استهلاك المنتوجات الفاخرة، والضريبة على إعادة بيع البقع الخالية، وأن الصندوق سيمكن من تمويل برامج محاربة الفقر، وسيكون مفتوحا للزكاة ومنفصلا عن الخزينة العامة للدولة. وفي مجال التشغيل، قال غلاب إن العديد من الاستراتيجيات قدمت وعودا بتوفير مناصب شغل منها "أليوتيس"، و"إمرجانس"، و"لوجستيك"، و"المغرب الأخضر"، فضلا عن مشاريع سياحية، موضحا أن تصور الحزب بهذا الخصوص ينطلق من مراجعة هذه الوعود، وأن رئاسة الحكومة ستشكل فريقا من الخبراء يقود هذه الاستراتيجيات، والعمل على وضع الإجراءات العملية لتحقيق الأهداف المرجوة.