أدانت أخيرا ابتدائية الجديدة متهما بمحاولة إرشاء الضابطة القضائية، بشهرين حبسا نافذا، وغرامة قدرها 20 ألف درهم. وكان الظنين أبلغ عون سلطة (مقدم) لدى قيادة أولاد غانم بإقليم الجديدة، أن دوارا بنفوذه الترابي، كان مسرحا لانفجارات مهولة، على مدى 20 يوما خلت، وكان آخرها دوي تفجيرين، وقعا في ساعة متأخرة من ليلة السبت - الأحد 17 و18 شتنبر2011. وأشار المبلغ/المشتكي (ع) بأصابع الاتهام، إلى 3 شباب من سكان الدوار، هم (ع) و(س) و(ع)، حاول توريطهم في افتعال الانفجارات التقليدية. وكان عون السلطة، الذي فجر هذه القضية أبلغ، عقب تلقيه الإخبارية، رئيسه المباشر قائد قيادة أولاد غانم، الذي سارع إلى إخبار كبار المسؤولين بعمالة الجديدة ووزارة الداخلية، قبل أن يلتحق المقدم بالفرقة الترابية للدرك الملكي بأولاد غانم، وبلغ رسميا عن النازلة، وعرض أسماء المشتبه بهم الثلاثة - أبناء دوار المشتكي (ع)، الذي أوشى بهم، ما خلق حالة استنفار قصوى لدى الجهات المعنية، وانتقالها إلى مسرح القضية، لمباشرة المعاينات والتحريات الميدانية. دخل فريق من المحققين لدى المركز القضائي بسرية الدرك الملكي بالجديدة، على الخط، وانتقل مساءا بمعية عناصر من فرقة "التانيس"، وتقنيي التشخيص القضائي بجهوية الجديدة إلى الدوار المستهدف، للتأكد من نوعية مسببات الانفجارات، وما إذا كانت تحتوي على مواد كيماوية متفجرة، مع فتح بحث في القضية. وقام رجال الدرك بعمليات تمشيطية، شملت مختلف أرجاء التجمع السكني، واستعانوا بالكلاب المدربة على تقفي آثار الانفجار والمتفجرات، غير أن نتائجها كانت سلبية. وخلال إجراءات البحث والتحريات، حاول المبلغ/ المشتكي (ع) إرشاء المحققين بمبلغ مالي قدره 3000 درهم، أملا في طي الملف في بدايته، وعدم الاسترسال في البحث، وزعم أنه قام بذلك، بإيعاز من أحد سكان الدوار، ويدعى (ر). وحسب أحد المتهمين، فإن والده المسن، يوجد رهن الاعتقال بالسجن المحلي سيدي موسى، حيث يقضي عقوبة سالبة للحرية، مدتها 4 سنوات، على خلفية "اغتصاب فتاة معاقة، نتج عنه حمل وولادة"، قال إنها تهمة جرى تلفيقها إلى والده من طرف المدعو (ر)، المتهم بكونه كان وراء محاولة الإرشاء، وهو في الوقت نفسه عم الفتاة المعاقة. وأجمع سكان الدوار أن دوارهم، كان مسرحا على مدى 20 يوما خلت، لانفجارات وتفجيرات مدوية، كانوا يستفيقون ليلا على وقعها، عندما كانوا يخلدون للنوم، وكأنهم في "حرب عسكرية"، ما زرع الرعب في قلوبهم. ولم يظهر أُثر للفاعل أو الفاعلين. وتجدر الإشارة إلى أن الشباب الثلاثة (ع) و(س) و(ع)، الذين حاول المشتكي (ع) توريطهم، تتراوح أعمارهم ما بين 18 و20 سنة، واحد منهم مستواه الدراسي لم يتعد السنة الأولى ابتدائي، أما الآخران فيجهلان القراءة والكتابة، وهم عديمو السوابق العدلية، ويزاولون حرفا حرة، واحد منهم يمارس تركيب الزليج بالدارالبيضاء. وفور استكمال إجراءات البحث، أحال المركز القضائي لدى سرية الدرك الملكي بالجديدة، 5 أشخاص، في حالة سراح، على الوكيل العام باستئنافية الجديدة، على خلفية الاشتباه في "تحضير متفجرات تقليدية، ومحاولة إضرام النار في سيارة ومسكن"، بالنسبة للشباب الثلاثة، و"محاولة إرشاء الضابطة القضائية"، بالنسبة للمشتكي (ع)، وشخص آخر يدعى (ر)، اتهمه (ع) بكونه من عرض عليه إرشاء المحققين. وفيما وضعت النيابة العامة المشتكي رهن الاعتقال الاحتياطي، بالسجن المحلي سيدي موسى، إثر إحالته بمقتضى مسطرة تلبسية مستقلة، على وكيل الملك بابتدائية الجديدة، للاختصاص، أخلت سبيل الأربعة الباقين، لإنكارهم الأفعال المنسوبة إليهم، ولانعدام الإثبات وحالة التلبس، مع الإبقاء عليهم رهن إشارة المحققين والعدالة. وحل بالمناسبة فريق من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بمقر القيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة، للتحري في قضية "المتفجرات التقليدية"، التي فجرها عون للسلطة لدى قيادة أولاد غانم. وانتقل الفريق إلى الدوار الذي شهد "التفجيرات التقليدية"، وباشرا التحريات الميدانية، قبل عودتهما إلى الدارالبيضاء، في انتظار التوصل، من مختبر الأبحاث والتحليلات التقنية والعلمية للدرك الملكي بالرباط، بنتائج الخبرة المختبرية، التي ستجرى على ملابس "المشتبه بهم"، التي كانوا يرتدونها ليلة الحادث، وكذا، أدوات وبقايا المتفرجات، التي عثر عليها في مكانين متفرقين بالدوار المستهدف، لتحديد ما إذا كانت فعلا تقليدية أم لا.