أكد أندري أزولاي، مستشار صاحب الجلالة، أول أمس الخميس بالرباط، أن "استمرارية وعمق الإصلاحات التي يشهدها المغرب، وتعددية مجتمعنا والتوافق المؤسساتي والدستوري الذي يميز استقرار بلدنا" كل هذه عوامل تجعل المغرب في قلب دينامية التغيير بالمنطقة. وحلل أزولاي، الذي ألقى درسا افتتاحيا بالمعهد العالي للإعلام والاتصال في موضوع "الربيع العربي، ربيع وسائل الإعلام"، الأسس التاريخية والمعاصرة لهذا التطور الإيجابي بالمغرب، منذ منع الحزب الوحيد في بداية الستينيات وإلى غاية اعتماد الدستور الجديد، خلال استفتاء يوليوز الماضي، الذي يطرح للنقاش الوطني الإطار والأشكال التي تسمح بتجسيد كافة طموحات بلدنا. وأبرز مستشار صاحب الجلالة أنه دون منازع، وبكل المشروعية والمصداقية التي يشهدها له المحللون الأكثر إلحاحا، يحق للمغرب ممارسة حقه في الاختلاف في مناخ متغير جدا. واعتبر أنه شتان بين التقدم في الإصلاح والتغيير في مناخ يغذيه نصف قرن من التعددية الإيديولوجية والفلسفية، وبين الإصلاح والتغيير على ركام نصف قرن من حكم الحزب الوحيد. وشدد على أن ريادة المغرب ستتعزز وتتميز في ضوء هذا المشهد الجديد، الذي يبرز من حولنا، ومع إعادة توزيع الأوراق هذه التي تنظم من أجل إقرار نظام إقليمي ودولي جديد. وأوضح أزولاي أنه في هذا السياق الذي يشهد حركية حثيثة، يتعين على وسائل الإعلام، التي توجد في قلب هذه الدينامية، أن تقرن الفعالية التكنولوجية والمهنية بروح القيم وأخلاقيات المهنة. وقال أزولاي مخاطبا طلبة المعهد العالي للإعلام والاتصال: "مسؤوليتكم ومكاسب نجاحكم ستعكس، أيضا، مدى ذوقكم في تحليل ومعالجة الغنى الذي تكتسيه مختلف أشكال الاختلاف". وخلص أزولاي إلى أن "زمن الاختزال قد ولى"، مجددا ثقته وتفاؤله حيال مغرب الحداثة، الذي عرف كيف يدمج ويجمع في صياغة ديباجة دستوره الجديد، بين كافة مكوناتنا التاريخية والروحية والثقافية. وتتبع هذا الدرس الافتتاحي للموسم الجامعي 2011-2012، الذي ألقي بالمدرج الكبير للمعهد، عدد كبير من الطلبة، وحضرته عدة شخصيات، منها وزير الاتصال الناطق باسم الحكومة، خالد الناصري.