وقعت جامعة محمد الخامس بالرباط، وجامعة القاضي عياض بمراكش، ووزارة الثقافة، ومجموعة من الإطارات والمؤسسات الثقافية، على رأسها اتحاد كتاب المغرب، ومؤسسة منتدى أصيلة الدولي الثقافي، على اتفاقيات مع بيت الحكمة العراقي شعار بيت الحكمة العراقي (خاص) في بادرة تعاون علمي وثقافي، وبناء على طلب من بيت الحكمة العراقي، ومن أجل إرساء مشاريع علمية وثقافية، وتشجيع البحث العلمي والباحثين الشباب في المغرب والعراق، وتطوير التبادل الثقافي والمعرفي بين البلدين، وخلق تظاهرات ولقاءات عربية وجوائز تشجيعية. وفي تصريح ل "المغربية" ذكر عبد الرحيم بنحادة، عميد كلية الآداب بالرباط، التابعة لجامعة محمد الخامس، أن اتفاقية التعاون الثقافي والعلمي مع بيت الحكمة العراقي، تدخل في إطار انفتاح الجامعة المغربية على العالم الخارجي، وفي إطار تشجيع التعاون جنوب – جنوب، مكسرين دأب الجامعات المغربية والعراقية على الانفتاح على الضفة الشمالية من البحر الأبيض المتوسط. وأضاف بنحادة أن كلية الآداب هي التي أشرفت على هذا التعاون الثقافي والعلمي العراقي المغربي، الذي أثمر توقيعا على اتفاقية تعاون علمي وثقافي، وقعها الأسبوع الماضي، عن الجانب المغربي وائل بنجلون، رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط، وعن الجانب العراقي شمران العجلي، رئيس مجلس أمناء بيت الحكمة، تشمل خمسة محاور، يتعلق الأول منها بتبادل المنشورات، والثاني بتعزيز النشر المشترك من خلال خلق سلسلة "بيت الحكمة في المغرب"، الذي سيهم، كما قال بنحادة، الرسائل الجامعية حول العلاقات المشرقية المغربية. أما المحور الثالث فيتعلق بتشجيع المشاريع البحثية المشتركة بين البلدين، ودعم وتمويل فرق وبنيات البحث من طرف بيت الحكمة العراقي، ناهيك عن تنظيم جامعات صيفية لفائدة الباحثين الشباب، بهدف تشجيع التكوين الرصين، ثم تنظيم لقاء سنوي يجمع الباحثين العراقيين والمغاربة، من أجل التعريف بالإنتاج الثقافي والفكري في مختلف ميادين المعرفة الإنسانية، إذ من المتوقع أن ينظم اللقاء الأول، كما ذكر بنحادة، في ربيع 2012 بمشاركة مجموعة من الباحثين المغاربة والعراقيين. وحتى يستفيد بيت الحكمة العراقي من الخبرة المغربية ومن خزانه المعرفي، كما جاء في بلاغ للبيت، اختار مجلس بيت الحكمة خمسة باحثين مغاربة في هيأته الاستشارية، التي تضم 30 باحثا عربيا، وهؤلاء الباحثون المغاربة هم: وائل بنجلون، رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط، ووداد التباع، عميدة كلية الآداب بمراكش، وعبد الرحيم بنحادة، عميد كلية الآداب بالرباط، ومحمد بنعيسى، أمين عام منتدى أصيلة الثقافي الدولي، والمؤرخ عبد الأحد السبتي. أما اتفاقية التعاون مع وزارة الثقافة فقد همت مشاريع مشتركة حول الترجمة، وحول دعم سلسلة الكتب النفيسة، وتنظيم معرض دولي لكتاب الطفل، في حين همت الاتفاقية، التي وقعها بيت الحكمة العراقي مع اتحاد كتاب المغرب، دعم النشر والترجمة، وتشجيع الكتاب الشباب على الكتابة والعطاء، وعقد مؤتمر عربي أو دولي، كل ذلك من أجل تأسيس نهضة فكرية ثقافية في العالم العربي. وشملت الاتفاقية، التي وقعها بيت الحكمة العراقي مع مؤسسة منتدى أصيلة الثقافي الدولي، مشروعا كبيرا في مجال الترجمة الحديثة، ومشاريع أخرى للشباب والمرأة، وتنظيم جائزة تحمل اسم الشاعرة نازك الملائكة للشاعرات العربيات، تسلم ضمن فعاليات موسم أصيلة الثقافي. للإشارة فبيت الحكمة العراقي مؤسسة ثقافية وعلمية عراقية مستقلة، تأسست سنة 1995، بغية إحياء دور بيت الحكمة العباسي، الذي وضع الأسس الأولى للترجمة والبحث بالمنهج العقلاني. ويقوم البيت بدراسة تاريخ العراق، والحضارة العربية والإسلامية، ويسعى لتوظيف ذلك لصالح الحاضر والمستقبل، وإرساء منهج الحوار بين الثقافات والأديان، بما يسهم في ثقافة السلام وقيم التسامح الديني، والتعايش بين الأفراد والجماعات، كما يعنى برصد ومتابعة التطورات العلمية والسياسية والاقتصادية، وآثارها المستقبلية على العراق والوطن العربي، ويهتم، أيضا، بالبحوث والدراسات المتعلقة بالمشكلات والظواهر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، والدراسات، التي تعزز ممارسة المواطن لحقوق الإنسان وحرياته الأساسية، وترسيخ قيم الديمقراطية والمجتمع المدني.