تنظر الغرفة الجنائية الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، صباح غد الخميس، في ملف الاتجار والتهريب الدولي في المخدرات أو ما يعرف باسم "ملف الزعيمي ومن معه". قاعة الجلسات بجنايات البيضاء التي تحتضن أطوار الملف وتعتبر جلسة يوم غد، رابع جلسات محاكمة متهمي الملف، وعددهم 35، أبرزهم العميد جلماد، الرئيس السابق للمنطقة الإقليمية بالناظور، الذي حضر في حالة اعتقال إلى ثالث الجلسات في غشت الماضي، إلى جانب بارون المخدرات، نجيب الزعيمي، وخمسة دركيين، وأربعة من رجال القوات المساعدة، وقائد لإحدى المقاطعات بالناظور، وبرلماني سابق، وطبيب، وممرض، وصحافي، وإطار بنكي، ورائد ومقدم رئيس، ينتميان للقوات المساعدة، و3 عناصر من القوات المساعدة، فضلا عن والد الزعيمي وشقيقته، وعدد من المتورطين، في حين يتابع ثلاثة متهمين في حالة سراح مؤقت. وتابعت النيابة العامة لدى استئنافية البيضاء هؤلاء المتهمين من أجل "تكوين عصابة إجرامية، والاختطاف والاحتجاز بالعنف، والإيذاء العمدي، واستعمال التعذيب المفضي إلى الموت، وإخفاء جثة وطمس معالم الجريمة، والارشاء والارتشاء، والتهريب الدولي للمخدرات والاتجار فيها، وعدم التبليغ والمشاركة، والخيانة الزوجية، والشراء غير المشروع". يذكر أن شقيقة الزعيمي حضرت في جلسة غشت الماضي، على كرسي متحرك، إذ سألها القاضي من الباب الرئيسي للقفص الزجاجي، الذي وضع فيه المتهمون. وقررت الهيئة القضائية بقاعة الجلسات رقم 8 تأجيل النظر في الملف من أجل إعداد الدفاع، فيما رفضت في جلسة مستقلة جميع طلبات السراح المؤقت، التي تقدم بها دفاع عدد من المتهمين، من بينهم دركيون وإطار بنكي وصحافي، وشقيقة الزعيمي، التي تعاني المرض والشلل منذ إيداعها المركب السجني عكاشة بالبيضاء. وكان محامو الدفاع عن هؤلاء المتهمين، أكدوا خلال مداخلتهم لطلب السراح المؤقت، على أن موكليهم يتوفرون على كافة الضمانات القانونية للحضور أمام المحكمة في حالة سراح. يذكر أن اعتقال هؤلاء المتهمين جاء بعد أمر الوكيل العام للملك بفتح تحقيق مع زعيم الشبكة، نجيب الزعيمي، حول تهم تتعلق بالاتجار في المخدرات، لتسفر التحقيقات عن تورط بعض رجال الأمن والبحرية في تهريب المخدرات، كما كشف التحقيق ملابسات جريمة اقترفها الزعيمي وشركاؤه، وصفت ب "البشعة"، راح ضحيتها شخص كان يعمل بمزرعته. إذ تشير التحريات وأوراق القضية، التي تزيد عن 300 صفحة، إلى أن الضحية حاول سرقة مشغله، مدعيا أن ملثمين هاجموه وسرقوا المبلغ المالي البالغ مليوني درهم، ما جعل الزعيمي يفطن للأمر، ويقرر التخلص منه، بعد تعذيبه، وقتله بمساعدة شركائه، ودفنوا جثته بالمزرعة، وقاموا بتبليط قبره بالاسمنت، حتى لا تكتشف الجريمة.