قدم أسود الأطلس أداء مميزا توجوه بفوز مستحق على حساب المنتخب السينغالي (2-0)، في المباراة الدولية الودية، التي جمعت الطرفين، بعد عصر أمس الأربعاء، بملعب ليوبولد سيدار سانغار بالعاصمة السينغالية دكار. عطاء جيد لكريستيان بصير بعد عودته من الإصابة (سوري) وتقاسم المنتخبان السيطرة على مجريات المباراة، التي دارت في أجواء حارة، علما أن أغلب عناصر المنتخب المغربي أصرت على الصيام. وكان أسود الأطلس هم الطرف الأفضل مع بداية المباراة، وتأكد ذلك من خلال الوصول مبكرا إلى شباك المنتخب السينغالي (الدقيقة العاشرة)، عبر العميد الحسين خرجة، الذي استثمر تمريرة متقنة من زميله امبارك بوصوفة، مانحا هدف السبق لزملائه. وبينما كان المنتخب السينغالي يبحث عن إدراك التعادل، نجح المهاجم يوسف العرابي في إضافة هدف ثان، من هجوم مضاد، وتسديدة قوية، في الدقيقة 24، ليبعثر بذلك أوراق أسود التيرانغا، الذين عجزوا عن تجاوز خط الدفاع المغربي بقيادة جمال العليوي، الذي لعب في مركز الدفاع الأوسط، خلفا للمهدي بنعطية، وتمكن من تقديم أداء جيد، جنبا إلى جنب مع عبد الحميد الكوثري، وكريستيان بصير، العائد لمركز الظهير الأيمن، وبدر القادوري، الذي زكى مستواه المتألق، ظهيرا أيسر. وواصل أسود الأطلس أداءهم الجيد، واستعرضوا فنياتهم في وسط الميدان، مع الاعتماد على الهجمات الخاطفة، التي كادت أن تمنحهم هدفا ثالثا، بواسطة يوسف حجي، لولا القائم الأيمن الذي ناب عن الحارس السينغالي، في حدود الدقيقة 34. بعد الاستراحة، عاد المنتخب السينغالي بصورة أفضل إلى أرضية الملعب، وتمكنت عناصره من السيطرة على وسط الميدان، وقتا طويلا، دون أن تنجح في هزم الحارس نادر لمياغري، الذي وقف سدا منيعا أمام مختلف المحاولات، كما أن أغلب المحاولات الهجومية السينغالية كانت تتكسر قبل بلوغ مربع العمليات، بفضل الحضور الجيد للاعبي خط الدفاع المغاربة، علما أن الكوثري اضطر إلى ترك مكانه للمدافع محمد أولحاج، بسبب آلام أحس بها نتيجة إصابة تعرض لها في الشوط الأول. واغتنم الناخب الوطني، إيريك غيريتس، الفرصة لإشراك مجموعة من العناصر في الشوط الثاني، قصد الوقوف على مدى جاهزية الجميع لمباراة إفريقيا الوسطى، المقررة يوم رابع شتنبر المقبل، ضمن التصفيات القارية المؤهلة إلى كأس أمم إفريقيا 2012. فأقحم منير الحمداوي، وإسماعيل العيساتي، ويونس بلهندة، ومحمد برابح، ومحمد الشيحاني، على التوالي مكان يوسف العربي، وأسامة السعيدي، ويوسف حجي، وعادل هرماش، والحسين خرجة، دون أن يؤثر ذلك على مردود المنتخب المغربي، الذي أبان عن استماتة كبيرة، وإصرار على تحقيق الفوز، الذي من شأنه أن يرفع معنويات الجميع، على بعد حوالي ثلاثة أسابيع من مباراة إفريقيا الوسطى، التي تشكل قنطرة العبور إلى النهائيات القارية، على بعد جولتين من نهاية التصفيات.