أكدت أسبوعية "بوليتكال إيفنتس" الهندية أن الدستور الجديد، الذي حظي بتصويت إيجابي وازن من لدن المغاربة، يمثل "خطوة مهمة على درب البناء الديمقراطي في المغرب". وأوضحت الصحيفة، أمس الأربعاء، في مقال بعنوان "المغرب يوقف الربيع العربي باعتماده إصلاحات ديمقراطية"، أن "التصويت الإيجابي الوازن على الدستور الجديد ونسبة المشاركة المشجعة للغاية في هذه الاستشارة الدستورية (أزيد من 72 في المائة)، تؤكد الاحتضان الجماعي الشعبي للتعديلات التي اقترحها جلالة الملك محمد السادس لتكريس "الديمقراطية التشاركية". وتطرقت الصحيفة إلى الخطوط العريضة للدستور الجديد، سيما ما يتعلق بالحريات والحقوق، مشيرة إلى أن الوثيقة الدستورية "تضمن حرية الصحافة، والحقوق المدنية والسياسية، والثقافية، والاقتصادية، وحقوق الإنسان، المنتهكة من قبل معظم الدول في المنطقة، كما لا تتعارض أحكامه مع الحق في التظاهر سلميا في ظل احترام القانون". وسجلت "بوليتكال إيفنتس" أن الإصلاحات في المغرب "ليست وليدة اليوم، بل هي نتاج مسلسل دشنه الملك منذ سنوات"، وشمل عدة مجالات، مضيفة أن جلالة الملك "حرص على إرساء مجتمع متسامح ومنفتح حضاريا، يحترم مشاعر وحقوق جميع الأديان، وينهج "سبيل الاعتدال والحوار لتعزيز التفاهم المتبادل بين جميع الحضارات". وأوضحت في هذا الصدد أن المغرب "حرص على تكريس المبادئ الأساسية لثقافته وانفتاحه في هذه الوثيقة الدستورية، التي ينبغي أن تقاوم الفكر الديني الضيق المبني على الكراهية والتمييز"، معتبرة أن ذلك "تطور صحي للغاية في سياق صعود تيارات أصولية في عدد من البلدان، تقاوم التنوع الثقافي خدمة لمصالحها السياسية". وخلصت الصحيفة الهندية إلى التأكيد على أن التصويت الإيجابي على الدستور "ليس نهاية في حد ذاته بل بداية للمعركة الحقيقية نحو الإصلاح السياسي الشامل، الذي لم يعد يقبل التأخير".