تبت المحكمة الابتدائية القطب الجنحي عين السبع بالدارالبيضاء، في ماي المقبل، في ملف متهم من جنسية إفريقية، متابع من أجل النصب والاحتيال. مثل المتهم أمام هيئة المحكمة، في جلسة سابقة، خلال الشهر الجاري، وهو في حالة اعتقال، مؤازرا بدفاعه، وجرى الاستماع إليه، إذ اعترف بالتهم المنسوبة إليه، كما أقر بأنه يقوم باصطياد ضحاياه من بين الأشخاص الذين يعانون مشاكل مادية وإحباطات نفسية، بحيث يقوم بالنصب عليهم، ويوهمهم بأنه بإمكانه مساعدتهم عن طريق الشعوذة. إذ يمارس عليهم عددا من طقوس الشعوذة، وكان يمنحهم وصفات سحرية، ثم يأخذ مبلغا ماليا ويختفي بعد ذلك عن الأنظار. بعد الاستماع إلى المتهم أخذ دفاعه الكلمة، الذي التمس من هيئة المحكمة تمتيع موكله بأقصى ظروف التخفيف. كما استمع خلال الجلسة نفسها لأحدى ضحايا المتهم، التي صرحت أنها تعرفت على المشعوذ عن طريق صديقتها، وأوهمها بأنه بإمكانه مساعدتها عن طريق الشعوذة، حيث سلب منها مبلغا ماليا مهم ولاذ بالفرار. كما صرحت الضحية في تصريحاتها أمام هيئة المحكمة بأن المتهم استغل سذاجتها والضيق المالي الذي تعيشه، وأوهمها بأنه بإمكانه أن يخرجها من هذه المشاكل عن طريق أعمال السحر والشعذة. كما أضافت الضحية خلال الاستماع إليها أنه في ظل المشاكل، التي تعيشها سلمت نفسها للمتهم، الذي مارس عليها طقوس الشعوذة مقابل مبلغ مالي مهم، حتى تدهورت حالتها الصحية بسبب ما فعله بها من أعمال السحر، لكن الأخير اختفى عن الأنظار بعد حصوله على المال، الأمر الذي دفع بها إلى تقديم شكاية ضده. وجاء اعتقال المتهم بعدما فتحت مصالح الأمن الولائية أنفا بالدارالبيضاء، تحقيقا في القضية، بعد توصلها بعدد من الشكايات من مواطنين وقعوا ضحايا للمتهم. وبناء على المعلومات المتوصل بها، فتحت المصالح المذكورة بحثا في الموضوع، من خلال توظيف المعلومات، التي أدلى بها الضحايا، وجرى وضع كمين للمتهم، إذ تقمص أحد عناصر الأمن بزي مدني، دور زبون، ليجري اعتقال المتهم، وفتح تحقيق معه، اعترف خلاله بالتهم المنسوبة إليه، ليحال بعد ذلك على أنظار المحكمة من أجل البت في القضية.