حذرت كبرى وسائل الإعلام بالولاياتالمتحدة وخبراء، خلال سنة 2010، من حجم الانتشار الذي أصبحت تأخذه الجماعة الإرهابية "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" على المستوى الدولي، وتواطؤها مع "بوليساريو"، معتبرين أن الجماعة تسعى لجعل منطقة الصحراء" أفغانستان المستقبل." وحول الأحداث التي شهدتها، أخيرا، مدينة العيون، كتبت صحيفة "نيويورك تايمز"، في أحد أعدادها الصادرة أخيرا، أن عصابة من "المنحرفين مسلحين بالسيوف حولوا مظاهرة سلمية"، وراهنوا على "تورط عناصر من القاعدة في هذه الأحداث". وتحدثت الصحيفة، في هذا الصدد، عن تسجيل الفيديو الذي يصور مشاهد "مرعبة" لهذه العصابات المسلحة، حيث التقط التسجيل شخصا ملثما يقدم على ذبح رجل أمن مغربي وهو ملقى على الأرض، وآخر يتبول فوق جثة رجل مطافئ. وأشارت الصحيفة الأمريكية، التي أرفقت المقال بصورة أبوين يبكيان رجل أمن اغتالته هذه المليشيات المسلحة، إلى أن هذه الطرق الوحشية والمتعمدة في القتل تغذي الشكوك حول تورط عناصر "القاعدة". وتداولت وسائل إعلام بارزة في الساحة الإعلامية الأمريكية، وهي (سي بي إس نيوز) و(فوكس نيوز) و(سي بي إن نيوز)، أخيرا، أن مسؤولا كبيرا سابقا بالبوليساريو يدعى عمر ولد سيدي أحمد همة، الملقب ب "عمر الصحراوي"، كان التحق بتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، شارك في عمليات اختطاف مواطنين غربيين بمنطقة الساحل. واعتبر النائب الأول لرئيس اللجنة الوطنية للسياسة الأمريكية، بيتر بام، أن "حالة ولد همة تشكل تجسيدا واضحا للقدرات المتنامية ل"القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، واستخدام مواردها المالية الجديدة لتوظيف مرتزقة متمرسين على الحرب". القاعدة تعتزم من خلال البوليساريو ضمان نجاح عمليات اختطاف الرهائن ويرى هذا الخبير الأمريكي، الذي كتب عدة مقالات حول "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، أن هذه الجماعة تعتزم، من خلال استدعاء مرتزقة البوليساريو، وهم بشكل عام أكثر خبرة من مجندي "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، ضمان نجاح أكبر لعمليات اختطاف الرهائن، التي أصبحت تشكل جزءا لا يتجزأ من استراتيجيتها في المنطقة. وأفاد تقرير قام بجرد الأعمال الإرهابية ل "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" بمنطقة الساحل، نشره المركز الدولي للدراسات حول الإرهاب التابع لمؤسسة البحث الأمريكية "باتوماك"، أن الهجمات التي نفذتها هذه الجماعة عرفت تزايدا استثنائيا بنسبة 550 في المائة منذ الحادي عشر من شتنبر2001. وحذرت الوثيقة من أن أعمال القتل واحتجاز الرهائن تأتي في طليعة المستجدات الدولية، إلى جانب الإفراج أخيرا عن المواطنين الإسبان، وتبني تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي عملية اختطاف خمسة فرنسيين، وطوغولي وآخر من مدغشقر يعملان لصالح شركة "أريفا" الفرنسية، "تعكس أنه دون تفعيل تدابير فعالة لمكافحة الإرهاب، فإن تهديد هذا التنظيم الإٍرهابي يبقى قائما ببلدان الاتحاد وبلدان الاتحاد الأوروبي". تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي يتعهد بمهاجمة المصالح الأمريكية من جانبه، أكد منسق مكافحة الإرهاب لدى وزارة الخارجية الأمريكية، دانيال بينجمان، على ضرورة "استعجال تجفيف" مصادر تمويل تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، الذي أبان عن قدرة في جمع مبالغ كبيرة من الأموال، من خلال عمليات احتجاز الرهائن. كما ذكر بأن القاعدة والتنظيمات التابعة لها تسعى إلى مهاجمة أوروبا والولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث الحاجة، يضيف المسؤول الأمريكي، "تقتضي إقامة تعاون وثيق، الذي يبقى ضروريا لمواجهة التهديد المشترك الذي نواجهه". من جانبه، أشار ريشارد مينيتر، صحافي التحقيقات الأمريكية ومؤلف اثنين من الكتب الأكثر مبيعا في قائمة نيويورك تايمز، بعنوان " لوزين بن لادن" (فقدان بن لادن) و"شاداو وور" (حرب الظل)، إلى أن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، الذي تعهد بمهاجمة المصالح الأمريكية، توارت في المساحات الشاسعة بالصحراء هربا من ضغوط القوات الأمريكية بباكستان والعراق واليمن. وحرص على التذكير بأن هذا التنظيم الإرهابي قام، في الماضي، بعمليات استهدفت منشآت حربية أمريكية، التي تعبر مضيق جبل طارق، وسفارة الولاياتالمتحدة في باماكو. وأضاف "إنهم يتدربون في الصحراء من أجل تنفيذ الهجمات المسلحة"، مشيرا إلى أن هذا التنظيم قام بعمليات ضد الجيش في المنطقة، خاصة في مالي، والنيجر، وموريتانيا، فيما يبدو على أنها تدريبات من أجل ضرب المصالح الأمريكية في ما بعد. تباين صارخ ومؤلم بين الأقاليم الجنوبية ومخيمات تندوف وأكد ريشارد مينيتر، الذي زار مخيمات تندوف، أخيرا، بدعوة من الانفصاليين، أنه "ما لا يقل عن خمسة آلاف شخص يختفون سنويا في الصحراء (...)، سواء بالعودة إلى المغرب، أو بالانضمام إلى صفوف تجار المخدرات أو تنظيم القاعدة". ولاحظ الخبير الأمريكي أن زيارة عادية للمخيمات والأقاليم الجنوبية للمغرب تذكر "بالتناقض الصارخ والمؤلم، الذي كان موجودا بين برلينالغربيةوبرلينالشرقية خلال الحرب الباردة". من جهة أخرى، يضيف الخبير الأمريكي، قام المغرب، "النظام الملكي الدستوري الذي يعتمد التعددية الحزبية (30 حزبا سياسيا)، ببذل جهود كبيرة للنهوض بتنمية أقاليمه الجنوبية لإقامة مجتمع مزدهر ومستقر، كما قام ببناء موانئ جديدة لتدبير المبادل التجارية، وبناء مساكن جديدة للقضاء على السكن غير اللائق الذي خلفه الإسبان، بالإضافة إلى وصول المستثمرين الأجانب في قطاع الفندقة على الخصوص". بالمقابل، نجد أن "البوليساريو" يقوم على الفكر الوحيد في نظام الحكامة على الطريقة الكوبية، الذي لا يسمح لا بالتعددية ولا بحرية الصحافة، مما فرض تحديا على قياديي "بوليساريو" في الوفاء بوعودهم الكاذبة المتعلقة بتفعيل الديمقراطية. (و م ع).