تحت التساقطات المطرية الغزيرة بمدينة الدارالبيضاء، اضطر سكان حي مبروكة، قرب عمالة سيدي عثمان، إلى الاستعانة برجال الوقاية المدنية، لتخليصهم من مياه غمرت بيوتهم.. غرق السيارات بحي مبروكة (مشواري) على نحو لم يدع لهم مجالا لمغادرتها، محلات تجارية امتلأت بالمياه وخربت ما تحتويه من مواد وبضائع، وسيارات مركونة ظلت حبيسة هذه المياه المصحوبة بالأتربة، في منأى عن أصحابها، بينما تجند رجال الوقاية المدينة، باعتماد قارب مطاطي لولوج أزقة الحي، بعدما لم يعد ممكنا الترجل فيها. سكان الحي اكتفوا بالإطلال من النوافذ وتتبع ما ستسفر عنه عمليات الإنقاذ، التي قال عنها بعض الشباب جاءت متأخرة، فيما غرق الحي بكامله ليلة الاثنين، ولم يملك السكان غير انتظار حلول الصباح وقدوم رجال الوقاية المدينة. بشارع 10 مارس بمحاذاة عمالة سيدي عثمان، ارتأى بعض المواطنين الذين احتشدوا في الشارع بسبب قلة وسائل النقل، متابعة أطوار عمليات الإنقاذ، إذ تجمهروا على جنبات الحي، حيث يحول بينهم وبين المياه مرتفع، كان عاملا آخرا في امتلاء حي مبروكة بالمياه والموجود في منحدر. لم يحرك الجمهور المحتشد ساكنا واكتفوا بالفرجة، فيما كان علو المياه يقدر بمترين، فرضت على رجال الوقاية المدينة استعمال القارب المطاطي، وإن انخفضت كميات الأمطار صباح الثلاثاء مقارنة مع ليلة الاثنين، غير أن الأوحال العالقة على جدران البيوت، كانت علامة قوية على حجم التساقطات التي تهاطلت طيلة يوم الاثنين بشكل غزير. وبينما ارتكنت سيارات الوقاية المدنية بجوار الحي المنكوب، حال ذلك دون مرور الحافلات وسيارات الأجرة، لتطغى على المكان فوضى، زاد من حدتها ركوض بعض المواطنين لمعاينة تحركات القارب المطاطي وهو يسبح بين أزقة حي مبروكة، في جو مشحون بهتافات وتعليقات بعض الشباب، فيما ظلت بعض النساء تتحسر على ما آل إليه سكان الحي، الذين لم يصدقوا مع أنفسهم، فكرة أن يتحول الحي إلى مسبح مياه ملوثة، تغرق فيه السيارات المركونة كما تغرق فيه المحلات التجارية والمنازل وكل من وجد بالحي.