شكلت التطورات الأخيرة لقضية الصحراء المغربية والأحداث المأساوية، التي وقعت بمدينة العيون، محور مباحثات أجراها وزير التشغيل والتكوين المهني، جمال أغماني، أول أمس الاثنين، ببروكسيل، مع نائبة الوزير الأول، الوزيرة الفدرالية للتشغيل وتكافؤ الفرص، جويل ميلكي. وقال أغماني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه قدم، خلال هذا اللقاء المنعقد على هامش أشغال المؤتمر الوزاري الثاني حول التشغيل والعمل الأورومتوسطي (21-22 نونبر الجاري)، جميع التوضيحات حول أحداث العيون المأساوية، التي أودت بحياة عدد من أفراد قوات الأمن المغربية. وأوضح أغماني للوزيرة البلجيكية، التي تشغل بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، توظيف مطالب اجتماعية محضة لأغراض سياسية من قبل أعداء الوحدة الترابية وحملة التشويه الإعلامي، التي يشنونها، بغية التشويش على مسلسل المفاوضات الجاري حول الصحراء المغربية. وذكر الوزير في هذا الصدد بأهمية هذا المسلسل في التوصل لحل سياسي عادل، ودائم، ومقبول من الجميع لهذا النزاع المفتعل، محذرا من عملية تحويل الانتباه التي تحرك خيوطها الجزائر و(بوليساريو). وأبرز في هذا الإطار المقترح المغربي لمنح حكم ذاتي للأقاليم الجنوبية للمملكة، مذكرا أنه لقي انخراطا واسعا لدى المجتمع الدولي. من جهة أخرى، تباحث أغماني مع نظرائه الفلسطيني، والمصري، والتونسي، حول سبل إعطاء دينامية للتعاون الثنائي، لرفع تحدي إحداث مناصب الشغل، ودعم النهوض بالعمل اللائق. وهمت هذه المباحثات، بالخصوص، إمكانيات إعطاء دفعة جديدة لدور المجموعة العربية داخل الاتحاد من أجل المتوسط، من خلال مشاريع ملموسة، باتفاق تام مع جميع بلدان المتوسط. ويعتبر هذا المؤتمر، المنظم من طرف الرئاسة البلجيكية للاتحاد الأوروبي، مناسبة مثلى لإدماج بعد اجتماعي حقيقي من شأنه رفع وتطوير فرص التشغيل بالمنطقة.