أجمع المشاركون في لقاء تواصلي نظمه، أخيرا، فرع حزب الأصالة والمعاصرة بأصيلة مع مكونات المجتمع المدني، حول مفهوم الجهوية الموسعة رهان التنمية بجماعة أصيلة، أن مفهوم الجهوية أصبح ضرورة حتمية، لما تلعبه من أدوار طلائعية في النسيج الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للبلاد. وقدم أعضاء حزب "البام"، في هذا اللقاء، الذي نظم بقاعة المؤتمرات بفندق الخيمة بأصيلة، بتعاون وتنسيق مع نادي الصحافة بمراكش، تصورهم الخاص لمفهوم الجهوية على جميع المستويات. وأكد المشاركون أنه يجب على المستوى الثقافي حماية المقومات الثقافية الجهوية، وإدارة المتاحف والمراكز الموسيقية، والاهتمام بالتراث التاريخي والحضري، وتشجيع تنافسية المنتوج الفكري. وأوضح الأمين العام المحلي للحزب بجماعة أصيلة، عبد الإله اسرى، أن عقد هذه الندوة، وفي هذا الظرف بالذات، مكسب سياسي مهم، سيمكن من تفعيل عدة تصورات سطرها حزب الأصالة والمعاصرة على المستوى الوطني والمحلي، في إطار فلسفة وطنية مرسومة الأهداف. وركز الأمين العام على أنه لابد من منح المجالس الجهوية صلاحيات، تمكن الجهات من قوة اقتراحية قانونية في مجال التدبير الجهوي، وكذا المصادقة على مخطط التنمية الجهوية وعلى ميزانية الجهة والحساب الإداري. وأشار اسرى، إلى أن الحزب جعل الأقاليم الجنوبية الصحراوية المسترجعة في صدارة الجهوية المتقدمة، من أجل تمكين الصحراويين الأوفياء من التدبير الواسع لشؤونهم المحلية ضمن جهوية متقدمة. وفي السياق نفسه، أكد الأمين العام، على أن جماعة أصيلة، التي تعتبر معلمة ثقافية وحضارية وسياحية مهمة، تحتاج من المسؤولين إعطاءها الاهتمام الكامل على غرار مدينة المضيق، وأنه لابد من تفعيل المشاريع التنموية بها. وأضاف أنه لابد على المستوى الاقتصادي من تجاوز الاختلالات، التي تعاني منها المدينة وعلى رأسها تدني مستوى العيش عبر توفير سكن ملائم يضمن كرامة الإنسان، بإعادة هيكلة الأحياء الهامشية، وإحداث سوق براس السقاية، وكذا تأهيل سوق أنوال. وفي المجال الصحي ركز الأمين العام على أنه لابد من توفير أطباء متخصصين، حسب حاجيات سكان الجماعة وبناء مركز صحي براس السقاية، وفي ختام عرضه، أكد أن رهان التنمية لا يتحقق إلا بالعمل الممنهج القويم. وفي سياق متصل، تطرق عبد الجليل العلمي اخريف، رئيس اللجنة المحلية للتنمية البشرية، ونائب رئيس الأمين العام المحلي لحزب الأصالة والمعاصرة بأصيلة، إلى أن مشروع التنمية بأصيلة هو الهاجس الكبير لسكان المدينة، التي مازالت تتخبط في عدة مشاكل، تطال عدة قطاعات. وأشار أخريف إلى أن قطاع الصيد البحري يعتبر العمود الفقري للتنمية بمدينة أصيلة، لذا لابد من تأهيله وتطويره وجعله آلية اقتصادية، تساهم في المنتوج المحلي والوطني. وفي ما يخص تكوين الشباب يرى أخريف، أنه لابد من إحداث مركز للتكوين المهني متعدد الاختصاصات، وتشجيع الجمعيات، التي تعنى بقضايا الشباب. من جانبه، أوضح عبد الرحيم عاشر، رئيس نادي الصحافة بمراكش - تانسيفت- الحوز، في ختام الندوة، أن هذا اللقاء يدخل في إطار الاستراتيجية، التي نهجها النادي من أجل الانفتاح على كل التيارات السياسية ومكونات المجتمع المدني، على اعتبار أن الحديث عن مفهوم الجهوية الموسعة، مكسب لكل المغاربة لتحقيق التنمية المنشودة في كل مجالات الحياة، وتأسيس ذاكرة حية، قادرة أن تتفاعل مع الجميع.