أصدرت المحكمة العسكرية بالرباط، الأربعاء الماضي، أحكاما بأربعة أشهر حبسا نافذا، في حق ثلاثة دركيين من رتب مختلفة، ينتسبون إلى كوكبة الدراجات النارية، تابعة لمصالح القيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة، كانوا متابعين، في حالة اعتقال وذلك من أجل تلقي رشاوى من مستعملي الطريق، بالنسبة لدركيين، وعدم التبليغ عن وقائع كان على علم بها، بالنسبة للدركي الثالث، قائد الكوكبة. وكان شخص، اختار لنفسه لقب "قناص مزاغان" أطلق، السبت 18 شتنبر الماضي، تسجيلا حيا على موقع "يوتوب" الشهير، مدته دقيقتان و18 ثانية، يظهر رجل درك، يحمل في يده جهاز ضبط السرعة، ويوقف عربة، عند ملتقى الطرق، المعروف ب"المصور راسو"، على بعد زهاء 15 كيلومترا، جنوب عاصمة دكالة، في اتجاه مراكش، ويتلقى من سائقها، في حالة تلبس، رشوة، ويقوم بتسليمها لزميله، الذي كان على متن سيارة الخدمة. وفي اليوم الموالي لنشر شريط الفيديو/الفضيحة، سارعت القيادة العليا للدرك الملكي، إلى اتخاذ الإجراءات القانونية والمسطرية اللازمة، في حق الدركيين المتورطين، الذين جردتهم من أسلحتهم النارية، وبذلاتهم العسكرية الرسمية، وأحالتهم على المحكمة العسكرية بالرباط، حيث جرى وضعهم رهن الاعتقال الاحتياطي، على ذمة التحقيق، بسجن الزاكي بسلا. وحسب مصادر "المغربية"، فإن التحريات، التي باشرها المحققون، أفضت إلى تحديد هوية ملتقط التسجيل الحي، وهو دركي سابق، كان يختبئ وراء لقب "قناص مزاغان"، على غرار "قناص تاركيست"، و"قناص سيدي إفني"، اللذين كانا عمدا، بطريقة التصوير نفسها، إلى فضح بعض التجاوزات على الطرق الوطنية والإقليمية، التي كان أبطالها من رجال الدرك الملكي، والأمن الوطني. وأضافت المصادر ذاتها أن تاريخ تصوير شريط الفيديو/الفضيحة، يعود إلى حوالي سنة، وظل صاحبه يحتفظ به منذ ذلك الحين، إلى أن غادر تراب المغرب، وأطلقه على موقع "يوتوب" الشهير. ورجحت مصادر "المغربية" أن الدافع الرئيسي في التشهير بالدركيين الثلاث، يكمن في الحقد الدفين، الذي كان الدركي السابق، يكنه، إثر خلافات مهنية، لزملائه في كوكبة الدراجات النارية، ما ولد لديه رغبة في الانتقام، أفضت إلى الزج بهم وراء القضبان، مدة أربعة أشهر، قضوا منها حوالي 50 يوما، رهن الاعتقال الاحتياطي. وتجدر الإشارة إلى أن التسجيل الحي على موقع "يوتوب"، الذي أطلقه "قناص مزاغان"، قد جرى تدميره ساعات معدودة بعد عرضه على متخصصين في الشبكة العنكبوتية