انتهت عملية إنقاذ العمال الثلاثة والثلاثين، الذين ظلوا محصورين في باطن الأرض لأكثر من شهرين داخل منجم في تشيليإذ وصف الكثيرون بقاءهم على قيد الحياة طوال تلك الفترة بأنها معجزة. واستخدمت في عملية الإنقاذ كبسولة خاصة لا يزيد وسعها عن عرض كتفي الرجل وتستغرق رحلتها إلي الحرية 15 دقيقة عبر صخور من عمق 625 مترا. وأخر من صعد إلي السطح هو لويس اورزوا "54 عاما" الذي كان رئيس نوبة العمل وقت انهيار المنجم. وتفجرت موجة من الاحتفالات في أرجاء البلاد بينما كان يخرج من الكبسولة ليلقى استقبال الأبطال فوق منجم سان خوسيه للذهب والنحاس في صحراء اتاكاما في شمال تشيلي مرتديا خوذته ونظارة داكنة لحماية عينيه بعد أن قضى 69 يوما في نفق معتم. وفتح عمال الإنقاذ باب الكبسولة وعانقوا اورزوا الذي أصر طوال المحنة على انه لن يغادر النفق حتى يجري إجلاء جميع العمال الآخرين بسلام. والآن هم جميعا سالمون بفضل عملية إنقاذ جرى التخطيط لها بإتقان وسارت بشكل أسرع وأكثر سلاسة مما كان يعتقد الجميع. وسجل العمال الثلاثة والثلاثون رقما قياسيا عالميا جديدا للبقاء على قيد الحياة وهم محصورون في باطن الأرض. والآن فإن عمال الإنقاذ الذين نزلوا للمساعدة في إجلائهم سيجري رفعهم هم أنفسهم إلى السطح في الكبسولة المعدنية، التي أطلق عليه فينيكس "العنقاء" وهو اسم الطائر الأسطوري الذي يخرج من الرماد. وأجريت لعمال المنجم فور إنقاذهم فحوصات طبية أكدت أنهم في صحة جيدة باستثناء واحد أصيب بالتهاب رئوي ويجري علاجه بمضادات حيوية. وقال البرتو افالوس عم فلورنسيو افالوس -وهو أب لولدين كان أول من صعد إلي السطح بعد وقت قصير من منتصف ليلة أول أمس الأربعاء- "هذه معجزة من الله". وتكررت مشاهد السعادة الغامرة في كل مرة كان يصل فيها عامل إلي السطح حيث لقي استقبال الأبطال. وماريو جوميز البالغ من العمر 63 عاما كان أكبر العمال المحاصرين سنا وهو يعمل في المناجم منذ 50 عاما وكان يتنفس باستخدام قناع أكسجين عندما وصل إلى السطح. ولقي مساعدة للخروج من الكبسولة وركع على ركبتيه على الفور ليصلي. وقال "لم أفقد إيماني أبدا في أنهم سيعثرون علينا". وركع استيبان روياس، أيضا، وصلى لدى وصوله. وكان العامل البالغ من العمر 44 عاما وعد بالزواج رسميا في الكنيسة من زوجته إذا خرج على قيد الحياة لاستكمال زواجه المدني. وأمضى العمال وقتا قياسيا تحت الأرض بلغ 69 يوما في الحرارة والرطوبة في المنجم المنهار وخلال أول 17 يوما كان يعتقد أنهم لاقوا حتفهم. واجتذبت قصة الإنقاذ اهتمام العالم. وكان نحو 1500 صحفي عند المنجم لكتابة تقارير عن عملية الإنقاذ، التي أذيعت على الهواء في أنحاء العالم وشملت تغطية حية للعمال وهم يعانقون عمال الإنقاذ الذين نزلوا لنجدتهم في المنجم