مازالت محنة سكان سيدي سليمان مع الانقطاع المتكرر للماء مستمرة، إذ لا حديث بين المواطنين سوى عن تلوث الماء وانقطاعه، لأزيد من خمس ساعات في اليوم، دون مراعاة حاجياتهم للاستهلاك اليومي للماء. مواطنون يقتنون مياها يجهلون مصدرها (خاص) ورغم أن مدينة سيدي سليمان تقع قرب أكبر فرشاة مائية على الصعيد الوطني، وتشهد توالي الفيضانات نتيجة التساقطات المطرية الغزيرة، فإن سكانها يعانون أزمة ماء حقيقية، ويضطرون لشراء الماء من المحلات والأسواق التجارية الكبرى، لكن المعوزين يضطرون لشرائه من باعة متجولين، يجرون عربات بدواب تحمل صهاريج مملوءة بماء يجهل مصدره، ولا يسمع سوى صوت مرتفع، يتردد صداه وسط الأحياء "ها الما، الما، غير بجوج دراهم للبوديزة"، وبمجرد ما تسمع ربات البيوت صوت البائع المتجول، يخرجن متسارعات، خوفا من نفاد الصهريج من الماء. الغريب في الأمر أن الصهريج البلاستيكي المملوء بالماء، كتب عليه أنه كان مخصصا لتخزين مواد كيماوية، لكن جهل المواطنين بخطورة ذلك، يجعلهم يقتنون هذا النوع من المياه للقضاء على العطش، خاصة مع توالي موجة الحرارة. أما عن مدى جودة المياه، التي تباع من طرف الباعة المتجولين، فقالت رقية، وهي تمسك رأسها، في إشارة إلى المعاناة مع الماء "بما أنني ربة أسرة معوزة، غير قادرة على اقتناء الماء المعدني، أضطر إلى شراء الماء من الباعة، رغم عدم جودته". وبينما كانت تتحدث عن جودة الماء، أمسكت بطنها، في دلالة على أنها عانت آلاما حادة في البطن بشربها ماء تجهل مصدره، وتركيبته. رقية ليست المرآة الوحيدة، التي عانت بسبب الانقطاع المتكرر للماء، بل عشرات النساء عانين المشكل نفسه، خاصة أن النساء هن الفئة الأكثر استعمالا للماء في تدبير شؤون المطبخ وتنظيف المنزل. ولم ينحصر الأمر في الانقطاع المكترر للماء، بل حتى عند عودة المياه إلى المجاري، فإن الصبيب ينزل إما مصحوبا بلون أبيض أو أحجار صغيرة، أو بلون يشبه التراب. وتحدث حقوقيون عن مخاوف ظهور أمراض وبائية في المنطقة. وقال محمد ياسر اكميرة، عضو المكتب الوطني لجمعية العقد العالمي للماء، ل "المغربية"، إن معاناة سكان سيدي سليمان مع الانقطاع المتكرر للماء، دون إنذار، مازالت قائمة، رغم شكايات المواطنين. وأضاف أن الجمعية راسلت عامل إقليمسيدي سليمان، والمدير الجهوي للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب بالقنيطرة، والمدير المحلي للمكتب، ورئيس المجلس البلدي، من أجل التدخل وإيجاد حل فوري لمشكل الانقطاع المتكرر، إلا أنها لم تتلق أي جواب لحد الآن. أما جواد الخني، فاعل جمعوي، فأكد، بدوره، أن سكان مدينة سيدي سليمان والنواحي تضرروا كثيرا من الانقطاع المتكرر لخدمة الماء والكهرباء، مضيفا أن "المكتب الوطني للماء الصالح للشرب لم يراع حق المواطنين في إخبارهم بأوقات الانقطاع، ولا حاجة السكان للماء واستعماله الواسع خلال الصيف ورمضان". من جهته، تحفظ مسؤول بالمكتب الوطني للماء الصالح للشرب بتزويدنا بأي تصريح، معتبرا أن الأمر يقتضي توجيه طلب مسبق في الموضوع.