تتشارك منظمة خيرية إسلامية تتخذ من منطقة شيكاغو مقراً رئيسياً لها مع دوائر الشرطة وجمعيات الخدمات الاجتماعية للتيقن من أن الأطفال المعوزين ينالون ما يعتبره أندادهم الآخرون شيئاً مسلماً به: مثل القرطاسيات واللوازم المدرسية الأخرى. حدث كل ذلك عندما قرر المدير التنفيذي لمؤسسة الزكاة خليل دمير أن يساعد بني وطنه على الجانب الجنوبي من شيكاغو بصرف النظر عن ديانتهم. وقال دمير: "عندما تفتح المدارس أبوابها فإن الكثيرين من التلاميذ تنتابهم كآبة مثبطة للهمم عندما يجدون أنهم لا يمتلكون حقائب الظهر المدرسية". وللسنة الثامنة على التوالي، تقوم مؤسسة الزكاة في ولاية إلينوي بتوزيع حقائب الظهر الملأى بالقرطاسيات واللوازم المدرسية الأخرى مثل الدفاتر والمساطر والأقلام والحاسبات على التلاميذ في الأحياء الفقيرة. تقول شيريل بلال، مديرة الخدمات الاجتماعية في مؤسسة الزكاة، إن هذا البرنامج بدأ في العام 2002 تحت شعار: "من الأطفال إلى الأطفال بكل محبة". ذلك أن المتطوعين ممن هم دون سن العشرين هم غالباً من يعبئون تلك الحقائب باللوازم المدرسية. وأضافت قائلة: "من نعم المولى على مؤسسة الزكاة أنها قادرة على تقديم هذه الحقائب والمواد المدرسية إلى عدد جم من الأطفال. وفرحتهم بتلقي هذه اللوازم الجديدة للمدرسة تتجلى في وجوههم المبتسمة". وفي الآونة الأخيرة، تعاونت مؤسسة الزكاة مع دائرة الشرطة في بلدة ماركام الواقعة إلى الجنوب من مدينة شيكاغو في ولاية إلينوي. فقد تسلم رجال الشرطة نحو 150 حقيبة ملأى باللوازم المدرسية من المؤسسة لتوزيعها على تلاميذ مجتمعهم. وقالت تري دوركين التي تعنى بالموارد المدنية في دائرة الشرطة في بلدة ماركام إنها استفادت من تبرعات مؤسسة الزكاة حينما استهلت برنامجا مشابها في المدارس الحكومية للمدينة قبل ست سنوات. وأضافت: "عندما تبين لي أن هناك أطفالا ليس لديهم الأقلام والدفاتر والحقائب المدرسية قررت الشروع في برنامج للحصول على هذه المواد وتوزيعها". ويهدف برنامج مؤسسة الزكاة هذه السنة إلى توزيع قرابة 600 حقيبة مدرسية في منطقة شيكاغو. وبالإضافة إلى دائرة الشرطة في بلدة ماركام، قدمت مؤسسة الزكاة حقائب مدرسية إلى برنامج تابع لدائرة خدمات المحاكم ومراقبة الأحداث الجانحين في مقاطعة كوك التي تضم منطقة شيكاغو. وقد انضمت منظمات إسلامية أخرى في شيكاغو إلى مؤسسة الزكاة في توزيع الحقائب. وهناك خطط لتوزيع الحقائب المدرسية لمسجد نور الإسلام ومسجد الدعوة ومشروع منظمات الخدمات الاجتماعية في قلب مدينة شيكاغو. قال مايكل سويس، كبير منظمي مشروع الخدمات الاجتماعية في قلب مدينة شيكاغو، إن جمعيته تشاركت مع مؤسسة الزكاة لأول مرة في العام 2008 لتوزيع اللوازم المدرسية في عدد من أفقر أحياء شيكاغو. ويبادر المتطوعون في جمعيته إلى تسليم الحقائب للتلاميذ وأهاليهم من مركز التعليم الإسلامي في مسجد الدعوة. يقول سويس: " إن كثيرا من الأهالي يجدون مشقة في توفير المال المطلوب للإنفاق الضروري. وعندما يزول عن كواهلهم عبء شراء اللوازم المدرسية لأبنائهم يصبح من الأسهل عليهم أن ينفقوا أموالهم في شراء الطعام وغيره من الحاجات الأساسية". ويلاحظ سويس أنه على الرغم من أن الحقائب المدرسية توزع من مسجد فإن معظم العائلات التي تتلقاها ليست عائلات مسلمة. وجمعيته وزعت الحقائب التي تبرعت بها مؤسسة الزكاة خلال العطلة الأسبوعية التي بدأت في 4 سبتمبر. على صعيد آخر، حفز النجاح المبكر للبرنامج مؤسسة الزكاة في العام 2003 إلى تنفيذ هذا البرنامج خارج الولاياتالمتحدة. عن ذلك تقول شيريل بلال: " في كل سنة نحدد بلدا ما ونقرر أن نتبرع له ونرسل الحقائب المدرسية إلى هناك. ننتظر إلى أن يصبح لدينا عدد كاف من الحقائب لحاوية الشحن ثم نرسل الحاوية مع مساعدات أخرى مثل الإمدادات الطبية والحواسيب والملابس". والبرنامجان اللذان تقوم بهما مؤسسة الزكاة متطابقان فيما عدا مرحلة التحضير. فبالنسبة للبرنامج المحلي، تشتري المؤسسة الحقائب والإمدادات وتعبئها قبل التوزيع. أما بالنسبة للبرنامج الدولي، فإن المؤسسة تطلب من المتبرعين أنفسهم أن يعبئوا الحقائب باللوازم المدرسية لكي يشعروا هم وأبناؤهم بالتواصل الشخصي مع المجهود الخيري. وبهذا الخصوص، تقول شيريل بلال: " نشجعهم أيضا على تكوين صداقات بالمراسلة خارج الولاياتالمتحدة حتى يستطيعوا أن يرفقوا بعض الرسائل القصيرة. إنهم يملأون الحقائب بكل ما يريدون من إمدادات ثم يرسلونها إلى مكاتبنا". وفي هذه السنة، قررت مؤسسة الزكاة إرسال حقائب الظهر إلى تلاميذ باكستان مرفقة بإمدادات مرتبطة بالإغاثة من الفيضانات الأخيرة في البلاد. وينوه المسؤولون في المؤسسة بأن البرنامجين المحلي والدولي آخذان في التوسع المطرد نظرا لأن العائلات حول العالم تعاني الآن من ضائقة اقتصادية.