اندلعت، صباح أول أمس الثلاثاء، مواجهات عنيفة بين رجال الأمن العمومي وعدد من سكان دوار العربي بن امسيك، بالحي الصناعي عين السبع التابع إداريا لتراب عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي بالدارالبيضاءإذ أصيب طفلان يبلغان من العمر 8 و7 سنوات بجروح، بينما اعتقل حوالي 20 شخصا، بينهم قاصرون، إضافة إلى 3 أعضاء من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع البرنوصي. وجاءت هذه المواجهات نتيجة احتجاج العائلات القاطنة بالحي، التي يبلغ عددها 8، على إقدام السلطات المحلية على تنفيذ قرار هدم بعض المنازل، التي يسكنها أصحابها، منذ سنة 1935، بعد صدور حكم بالإفراغ من محكمة الاستئناف بالبيضاء. وذكرت مصادر "المغربية" أن القوات العمومية هدمت عددا من المنازل، وتدخلت بعنف، مستخدمة العصي في حق المحتجين، وأغلبهم نساء وأطفال. وأضافت المصادر أن الوضع بالحي ينذر بمزيد من التوتر، بعد أن حلت به عناصر تابعة لمختلف المراكز الأمنية التابعة لعمالة مقاطعة البرنوصي، منذ السادسة والنصف من صباح أمس الأربعاء، معززة برجال أمن خاص رفقة كلاب مدربة، ما أحدث هلعا وسط السكان، الذين استيقظوا على صوت آلات الهدم، وتشييد جدار "عازل" يفصل بينهم وبين المنازل، التي كانوا يقطنونها. وقال أحد المتضررين، في اتصال هاتفي مع "المغربية"، إن الأرض موضوع النزاع تعود ملكيتها لأحد المعمرين الفرنسيين، واستقر بها أجدادهم المغاربة، منذ سنة 1935، ليفاجأوا، أخيرا، بشخص حضر ليخبرهم أنه اشترى الأرض، وأن عليهم الرحيل. وأضاف أن حوارا فتح سنة 2006 مع السلطات المحلية بالمنطقة، التي وعدت بإيجاد حل للمشكل، إلى أن فوجئوا بدعوى رفعت ضدهم في المحكمة، كما فتح حوار آخر مع السلطات، أخيرا، إلا أنه لم يأت بجديد. وأشار المتضرر إلى أن ما أسماه ب "لوبي العقار" سيشرد عددا من العائلات، التي لم يعد لها ملجأ. وقال "ماعندناش فين نمشيو غانبقاو في الشارع حتى يرث الله الأرض ومن عليها". يشار إلى أن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع البرنوصي، نددت بقرار الهدم، الذي اعتبرت أنه سيساهم في تشريد عدد من السكان، وطالبت، خلال زيارتها لمكان الحادث، القائمين على الشأن المحلي بتحمل مسؤوليتهم، وبضرورة إيجاد حلول عاجلة للمشكل.