علمت "المغربية" أن وفدا من قادة حركة المقاومة وجيش التحرير حل، أول أمس السبت، بإسبانيا لتقديم تعازي المغاربة في وفاة أحد أبرز قادة التحرير المغاربي، الدكتور حفيظ إبراهيم، ويتعلق الأمر بكل من عبد الرحمن اليوسفي، ومحمد بنسعيد أيت إيدر، إضافة إلى رفيقه في الكفاح الوطني، الغالي العراقي الحسيني. عبد الرحمن اليوسفي - محمد بنسعيد - الغالي العراقي وعلمت "المغربية" أن الوفد كان سيضم الكثير من عناصر الحركة التحريرية المغربية، لولا مشكل "الفيزا"، إذ أن المجاهدين الثلاثة المذكورين هم الذين تمكنوا من الحصول عليها، في حين لم تتوفر الإمكانية لقادة ومناضلين آخرين من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير. وقال الغالي العراقي، في اتصال هاتفي ب"المغربية"، إن الوفد المغربي زار أسرة الفقيد لتقديم التعازي، كما زار، صباح أمس، قبر الفقيد للترحم على روحه، وبعض أصدقائه. وتشكل هذه المبادرة الوطنية واحدة من دلالات الوفاء، التي ظلت تميز الحركة التحريرية المغربية، في علاقتها مع نظيراتها بالمغرب العربي، ومع كل المناضلين والمجاهدين، الذين قدموا عطاءات وتضحيات، في المسار العام لحركة تحرير الأقطار المغاربية، خصوصا، والعربية والعالمية، بشكل عام. يذكر أن المرحوم حفيظ بن راجح إبراهيم توفي ليلة الأحد- الاثنين الماضيين، بمدريد، عن سن 94 عاما، وووري جثمانه الثرى بالمقبرة الإسلامية ببلدة غرينون، بالقرب من العاصمة الإسبانية بمشاركة عدد من رفاقه وأصدقائه. وكان نموذجا يحتذى في النضال، والشهامة، والشجاعة، والإباء، والتضحية، مستهديا بروابط ومواثيق العمل المغاربي المشترك. الفقيد من مواليد سنة 1918 في تونس، وانخرط في العمل المسلح، بمدينة تطوان، في صفوف القيادة إلى جانب رموز المقاومة من أمثال المرحومين، الدكتور عبد الكريم الخطيب، وحسن صفي الدين، وعبد الرحمان مناضل، والمقاومين محمد أجار سعيد بونعيلات والغالي العراقي. ويعتبر الفقيد المزود الأساسي للقيادة بتطوان من ماله الخاص، لاقتناء السلاح وتمويل العمليات الفدائية، فضلا عن إحداث مركز بمدريد، العاصمة الإسبانية للتنسيق بين الجماعة بالقاهرة وتطوان. وكان الغالي العراقي الحسيني، أحد القادة البارزين في حركة المقاومة وجيش التحرير، الذي رافق الراحل في كثير من المحطات النضالية الوطنية، قال ل"المغربية" إن الدكتور حافظ إبراهيم، كان يعتبر المنسق العام للحركات المغاربية، واختار الإقامة بمدريد، ومن هناك كان يباشر عمليات التنسيق بين المجاهدين في المغرب، والجزائر، وتونس، إضافة إلى التنسيق مع مصر، كما كان يتردد على المغرب في سياق مهماته التحريرية. وأضاف الغالي العراقي أن حضور المجاهد المغاربي الكبير كان قويا بالمغرب، ويعود له الفضل الكبير في حل الكثير من الإشكالات التنظيمية داخل الحركة التحريرية المغربية، وفي المساهمة في دعمها، وتطويرها بكل تضحية، وعطاء، ونكران الذات. ويذكر المناضل الغالي العراقي أن تعيين الدكتور عبد الكريم الخطيب منسقا للقيادة المركزية لجيش التحرير بالشمال، مر عبر لقاءات حدثت بمدريد، بدعوة من المجاهد عبد الكبير الفاسي، وبحضور الدكتور حافظ إبراهيم، قبل تزكيته من قبل الزعيم علال الفاسي. وسبق أن حظي المرحوم حفيظ إبراهيم بشرف إنعام صاحب الجلالة الملك محمد السادس عليه، سنة 2005، بوسام المكافأة الوطنية من درجة قائد بمناسبة الذكرى 58 لزيارة الوحدة التاريخية لجلالة المغفور له محمد الخامس إلى مدينة طنجة.