رجح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أول أمس الأربعاء، أن تبدأ المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين في وقت قريب جدا، وتوقع أن تكون بالغة الصعوبة. وقال نتنياهو في لقائه ممثلين عن المنظمات اليهودية بالولايات المتحدة، عقب لقائه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الذي بحث معه عملية السلام والحصار على قطاع غزة، إن المفاوضات المباشرة يجب أن تبدأ فورا، ورجح أن هذا الأمر سيتحقق. وفي تصريحات أخرى لمحطة التلفزيون الأميركية "سي أن أن"، قال نتنياهو إنه مستعد لأن يناقش على الفور مستقبل المستوطنات اليهودية إذا دخل الفلسطينيون في محادثات سلام مباشرة مع إسرائيل. وسئل هل سيمدد وقفا مدته عشرة أشهر لعمليات البناء الجديدة في المستوطنات بالضفة الغربيةالمحتلة إلى ما بعد سبتمبر، فأجاب " إن الوقت حان لأن يتخلى الفلسطينيون عن الشروط المسبقة للمحادثات المباشرة". وكان نتنياهو أكد في مقابلة مع محطة "أي بي سي" بعد لقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما بالبيت الأبيض الثلاثاء أنه يريد التوصل إلى حل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس يقبله الإسرائيليون. وأضاف قائلا "نريد أن يمسك الرئيس الفلسطيني بيدي ويجلس ويتفاوض على اتفاق سلام نهائي بين إسرائيل والفلسطينيين". في الوقت نفسه، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في العاصمة الليتوانية فيلنيوس أن محادثات سلام مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين قد تبدأ في سبتمبر المقبل. وقال إنه بالإمكان الانتقال من محادثات يقال لها غير مباشرة سريعا إلى محادثات مباشرة في هذا الشهر. وأشار ليبرمان إلى أن خبرة إسرائيل مع مصر والأردن تظهر أن المفاوضات المباشرة وحدها تتيح التوصل إلى حلول قابلة للحياة. تأتي تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بعد يوم من رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس استئناف المحادثات المباشرة مع تل أبيب قبل إحراز تقدم في المفاوضات غير المباشرة. وقال نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئيس الفلسطيني لوكالة الصحافة الفرنسية، إن عباس يصر أولا على تحقيق تقدم في المفاوضات غير المباشرة في القضايا الجوهرية على غرار الأمن والحدود. من جهته، قال مدير دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، إن نتنياهو هو الذي يضع العراقيل أمام استئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين. وأضاف عريقات في حديث للجزيرة أن الاستيطان الإسرائيلي الجاري في الضفة الغربية الآن يعادل ثلاثة أضعاف البناء الجاري في إسرائيل، كما أعاد التذكير ببيان أميركي فلسطيني مشترك ينص على الانتقال إلى المفاوضات المباشرة عند حدوث تقدم. وكان أوباما دعا في مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو إلى استئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين قبل انتهاء فترة تجميد الاستيطان في الضفة الغربية في سبتمبر القادم. وكانت المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين توقفت في ديسمبر 2008 إثر الهجوم الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة, قبل أن تبدأ في ماي الماضي جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بإشراف الوسيط الأميركي جورج ميتشل، لكنها لم تحقق أي نتائج.