ذكر بلاغ للديوان الملكي أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ترأس أول أمس السبت، بالحسيمة، مجلسا للوزراء. (ح م) وفي مستهل أشغال هذا المجلس، وفي إطار العناية الخاصة، التي ما فتئ جلالة الملك يوليها للنهوض بالتنمية المندمجة والمستدامة للمناطق الشمالية للمملكة، لما تزخر به من مؤهلات اقتصادية وطبيعية وسياحية مهمة، قدم الطيب الشرقاوي، وزير الداخلية، عرضا حول إحداث وكالة خاصة بتهيئة واستثمار موقع بحيرة مارتشيكا بإقليم الناضور، تتولى الإشراف على وضع مخطط لتهيئة هذا الموقع، وتعبئة الموارد المالية الضرورية، وإنجاز الأعمال التعميرية به. ووافق المجلس على مشروعي القانون والمرسوم المتعلقين بهذه الوكالة، اللذين جرى إعدادهما طبقا للتعليمات الملكية السامية. وفي السياق نفسه، قدم أحمد رضا الشامي، وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، عرضا حول مشروع المنطقة الصناعية المندمجة بمرتيل، المختصة في قطاع ترحيل الخدمات. وسيجري إنجاز الشطر الأول من المشروع على مساحة عشرين هكتارا، بتكلفة إجمالية قدرها تسعمائة (900) مليون درهم. وسيمكن هذا المشروع من توفير ثمانية آلاف (8000) منصب شغل، في أفق سنة 2015. كما قدمت أمينة بنخضرة، وزيرة الطاقة والمعادن والبيئة والماء، عرضا تطرقت فيه للمؤهلات الكبرى للمنطقة الشمالية في مجال إنتاج الطاقة الريحية، ولاسيما المحطات المنجزة، وتلك التي في طور الإنجاز بطنجة وتطوان. وأبرزت أهميتها سواء في ضمان التنمية المستدامة للجهات الشمالية للمملكة، أو في النهوض بتفعيل البرنامج الوطني للطاقة الريحية، الذي يشكل دعامة أساسية للاستراتيجية الوطنية للنجاعة الطاقية، ولتنمية الطاقات المتجددة. وسيمكن هذا البرنامج الطموح من الرفع من إنتاج الكهرباء من مصدر ريحي إلى ألفي (2000) ميغاواط، وتغطية 10 في المائة من الطلب الوطني على الكهرباء. إثر ذلك، يضيف البلاغ، تناول المجلس الوزاري بالدراسة والمصادقة على مجموعة من مشاريع القوانين والمراسيم، وعلى عدد مهم من الاتفاقيات الدولية، الثنائية ومتعددة الأطراف. وهكذا، وتنفيذا للتوجيهات الملكية السامية في مجال حماية البيئة، وافق المجلس على مجموعة مهمة من مشاريع النصوص التشريعية والتنظيمية، تتعلق على الخصوص: - بمنع استعمال أكياس البلاستيك غير القابل للتحلل، للحد من آثارها الوخيمة على البيئة وعلى صحة المواطنين. - وبكيفيات إعداد المخططات المديرية الخاصة بتدبير النفايات المنزلية والصناعية والطبية والصيدلية والفلاحية، وبتحديد الحدود القصوى للفظ المواد الملوثة في الهواء، وكيفية مراقبتها. - وبتهيئة الساحل وحمايته واستصلاحه، والمحافظة على التوازن البيولوجي والإيكولوجي، وعلى الرصيد الطبيعي للساحل، وكذا بوضع مخطط وطني، ومخططات جهوية لحماية المناطق الساحلية. وفي المجال الاجتماعي، صادق صاحب الجلالة، أمير المؤمنين على مشروع مرسوم بصرف مكافأة للوعاظ العاملين بمختلف أقاليم المملكة، وعلى مشروع قانون بإحداث وتنظيم مؤسسة الحسن الثاني للنهوض بالأعمال الاجتماعية، لفائدة العاملين بالقطاع العمومي للصحة. وعملا على توفير الآليات اللازمة للنهوض بالتنمية الاقتصادية والبشرية والاجتماعية والحكامة الجيدة، اعتمد المجلس عددا من النصوص، تهدف على وجه الخصوص إلى: - استكمال الإطار التنظيمي لإقامة المجلس الاقتصادي والاجتماعي، بمرسوم يحدد شروط ومسطرة اقتراح وتعيين فئات أعضاء هذا المجلس، الموكول لكل من الوزير الأول، ورئيسي مجلسي النواب والمستشارين. - خلق وكالة وطنية لمحاربة الأمية، تتولى تنفيذ مخطط وطني في هذا المجال. - إحداث دوائر وملحقات إدارية بالجماعات القروية، لمواكبة مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية الكبرى، الموجودة بهذه المناطق. - مكافحة غسل الأموال وتغيير القانون الجنائي والمسطرة الجنائية، واستكمال بنية السوق المالي الوطني وتأهيله، وكذا إحداث نظام لتغطية عواقب الوقائع الكارثية والتأمين عليها، والمحاكم التجارية، وإحداث لجنة وطنية للتدابير الصحية والصحة النباتية، والصيد في المياه البرية. كما جرت المصادقة، خلال هذا المجلس، على عدد من النصوص التشريعية والتنظيمية.