نظمت "الجمعية المغربية لأصدقاء روسيا"، بدعم من حزب الأصالة والمعاصرة، لقاء دراسيا حول مشروع الجهوية الموسعة بالمغرب، نهاية الأسبوع الماضي، بالدارالبيضاءجانب من اليوم الدراسي (خاص) أطره أساتذة باحثون، وحضره أعضاء المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، بقيادة الأمين العام، محمد الشيخ بيد الله، ومسؤولون من روسيا، وأكرانيا، وروسياالبيضاء، وأدريبدجان، وشارك فيه السكرتير الأول لسفارة روسيا بالرباط، بمداخلة حول تجربة الجهوية ببلده. واستعرض الدبلوماسي الروسي تجربة الجهوية ببلده، خلال هذا اللقاء، الذي أداره وحيد خوجة، عضو المكتب السياسي للأصالة والمعاصرة، مشيرا إلى أن الجهات في روسيا تتوفر على شبه استقلال، وبها حكومات وبرلمانات، لكن اللغة الرسمية في الدستور هي الروسية، مع إمكانية منح كل جهة لغة رسمية ثانية، إلى جانب اللغة الروسية الأولى. واستعرض الباحث إدريس قصوري، انطلاقا من شعار اليوم الدراسي "جهوية مغربية مغربية"، الخصوصية المغربية، بعد أن تطرق إلى الخصوصية في نظامين جهويين، أميركا، وفرنسا، مشيرا إلى أن "الجهوية المغربية يجب أن تنطلق من الخصوصية المغربية، التي أجملها في "الوحدة، وتجاوز النطاق المجالي الجغرافي، وثورة الملك والشعب، التي تجمع بين الملك والشعب، والسلم، والمشروعية في كل القضايا، وبشكل دائم، والديمقراطية، وخصوصية الإجماع". وتابع قصوري أن "من خصوصيات المغرب أيضا، العيش المشترك، والعمل الجماعي"، مستشهدا بأنماط اجتماعية وحياتية، مثل "التويزة"، إذ ينظم الفلاحون حرثا جماعيا، وعادة تناول الكسكس جماعة كل جمعة، والإفطار الجماعي في رمضان، والاعتماد المتبادل، ما يجعل الجهوية المغربية تكافلا بدل الانعزال. وأضاف قصوري، الذي ساهم في تنشيط هذا اليوم الدراسي، إلى جانب الباحث محمد ضريف، أن "المغربي مطبوع بالالتزام تجاه الآخر، والجماعة تجاه الجماعة، وبالتالي، فالجهة التزام تجاه الجهة، في إطار الوطن، وفي تناغم وانسجام، واهتمام بالسياق والتلاحم في إطار الجماعة، بدل الانعزال". وأكد الباحث أن المغرب يتميز، أيضا، بوحدة القيم، والاهتمام بتوازن القوى، وبترسيخ العمل الجماعي التكافلي، موضحا أن المدن المغربية يجب، في إطار الجهوية، أن تتحول إلى عواصم، والتخوم والبوادي إلى حواضر، في إطار التكافل وتوزيع الثروة. وساهم محمد بنحمو، عضو المكتب السياسي للأصالة والمعاصرة، بمداخلة، قال فيها إن اللامركزية والجهوية، من بين الأسس التي تتأسس عليها الأنظمة الحديثة. وأشار إلى أن الجهوية السياسية وسيلة للحفاظ على وحدة الدول، ووسيلة لتحديثها، من خلال منح كل منطقة خصوصياتها، موضحا أن التجربة المغربية ستكون نموذجية، وفق خصوصية المغرب. وكان عبد الرزاق المنفلوطي، رئيس "الجمعية المغربية لأصدقاء روسيا"، أشاد، في بداية الجلسة، ب"الحضور، وبقيادة الأصالة والمعاصرة، التي ساهمت في إنجاح هذه التظاهرة"، وقال إن" تنظيم الجمعية المغربية لأصدقاء روسيا هذا اللقاء يأتي في إطار انخراطها لدعم المبادرات التنموية والإصلاحية، التي يقف وراءها جلالة الملك محمد السادس". من جهتها، اعتبرت بشرى المالكي، في كلمة باسم المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، أن هذا اللقاء نوعي، وانطلاقة للقاءات مقبلة، لترسيخ النقاش، وتبادل التجارب والخبرات. وأشارت إلى أن هذا اليوم الدراسي فرصة للاطلاع على تجارب دول أخرى في مجالات عدة، منها التدبير والحكامة، والجهوية الموسعة، التي رسم معالمها جلالة الملك محمد السادس، موضحة أن "سن المغرب للجهوية، سيجعله بلدا رائدا في إفريقيا، والعالم العربي".