أصدرت مؤسسة بريد المغرب بالرباط، أخيرا، مجموعة من الطوابع البريدية، تحت شعار "ثقافة وفن"، تضم أعمالا فنية من إنجاز الفنان التشكيلي المغربي عفيف بناني، الموشح بالوسام الأوروبي للفنون التشكيلية.الطوابع البريدية الأربعة التي تضم قصبات بناني وقال الفنان التشكيلي المغربي عفيف بناني، الذي عرف بعشقه للقصبات، إن الطوابع الأربعة تحمل صورا لأربع لوحات تمثل القصبات موضوعها الرئيسي. وأضاف بناني في لقاء مع "المغربية" أن المجموعة تضم لوحة قصبة "تينزولين" بوادي درعة، التي حصل من خلالها على الجائزة الأوروبية للفنون بسان تروبيز بفرنسا سنة 2004، ولوحة قصبة "أيت بن حدو" بورزازات، التي حاز من خلالها أيضا، الميدالية الفضية بفرنسا سنة 2005، وقصبة "إبيغوزن" بدادس، ، وقصبة "الأوداية" بالرباط، التي تمزج بين الانطباعية والتجريد. وفي السياق ذاته، قالت إكرام الطيبي، رئيسة قسم الطوابع البريدية، ببريد المغرب بالرباط، في حديث إلى "المغربية" إن مؤسسة بريد المغرب، اختارت أعمال بناني، لأنها تتماشى وشعار هذه السنة، الذي يحتفي بالتراث المعماري المغربي الأصيل، مضيفة أن المؤسسة اعتمدت في اختيارها للوحات الأربع وحدة الموضوع، إضافة إلى القيمة الفنية لكل لوحة، مذكرة بأن المؤسسة سبق لها وأصدرت طابعا من توقيع عفيف بناني سنة 1999 في إطار الاحتفال بسنة المغرب بفرنسا. وأشارت الطيبي، إلى أن المؤسسة سنت تقليدا سنويا، منذ سنة 1964، للاحتفاء بمجموعة من الفنانين المغاربة، من خلال تحويل لوحاتهم الفنية إلى طوابع بريدية، إيمانا منها بضرورة دعم الفن والثقافة، مذكرة بأن أول طابع بريدي أصدرته المؤسسة كان بعنوان "الذكرى الثالثة لتربع صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني على العرش"، من إنجاز المستشرق الفرنسي يوجين ديلاكروا. وأوضحت الطيبي أن بريد المغرب، احتفى بأعمال فنانين مغاربة مرموقين، منهم حسن لكلاوي، ومهدي قطبي، والغرباوي، ورشيد السبتي، وغيرهم. إضافة إلى فنانين شباب، مضيفة أن المؤسسة أصدرت كذلك برامج خاصة لرسوم الأطفال المبدعين، بعنوان "إبداع الطفل سنوات 2005 و2007 و2009". من جهتها، قالت الفنانة التشكيلية المغربية عائشة عرجي، إن الفنان المغربي عفيف بناني يمثل، لوحده، مدرسة تشكيلية فريدة بالمغرب، مؤكدة أن ما يشدها أكثر لهذه المدرسة أن صاحبها يركز دائما على موضوع قصبات الجنوب المغربي، لدرجة أن بعض النقاد أطلقوا عليه لقب "أمير القصبات"، إنه يتمتع بشهرة واسعة داخل المغرب وخارجه. استحق بناني الذي اختار المناطق المغربية، بجبالها وطبيعتها موضوعا يميزه في تجربته الفنية، ويعرف به وببلده في جميع أنحاء العالم، أن يكون سفيرا للثقافة والفن، لأن أعماله ليست سوى بطاقات حب وسلام إلى كل العالم. بأعماله يؤسس عفيف بناني، الذي عرضت أعماله في عدة دول عربية وأوروبية منها الإمارات العربية المتحدة، ولبنان وفرنسا، وألمانيا وسويسرا، والولايات المتحدة الأميركية، نموذجا للفنان العاشق للقرى والقصبات الجبلية المغربية، وما يميزها من حياة تقليدية بسيطة تتميز بعراقتها وهندستها الفريدة. للنفاذ إلى لوحات بناني، يلزمنا أن نكون على إلمام بالإثنوغرافيا والهندسة المعمارية التقليدية المغربية، لأن أعماله تعرض لمنجزات حضارية، يحاول رد الاعتبار لها، يقول بناني "أسعى إلى رد الاعتبار للقرية الجبلية بنقلها من مواقعها النائية، إلى المدن العصرية والعواصم الدولية، حيث الإنسان العصري التهمته التكنولوجيا والحداثة وأنسته أصالته وتقاليده، ثم إن هذه المباني التقليدية محكوم عليها بالاندثار، خلال السنوات المقبلة، نظرا لقوة التقدم والتطور والزحف الإسمنتي، وسوف لن يبقى منها مستقبلا إلا الصور والأشرطة الوثائقية واللوحات الفنية".