غادرت الفرنسية، كلوتيلد ريس، التي كانت محتجزة في إيران منذ 1 يوليو 2009، صباح أمس الأحد، إيران ويتوقع أن تصل باريس ظهرا حيث سيستقبلها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.المواطنة الفرنسية كلوتيلد ريس (أ ف ب) وأعلن قصر الاليزيه صباحا في بيان، أن كلوتيلد ريس "في طريقها حاليا إلى فرنسا" مضيفا أنها "استقلت طائرة تابعة للحكومة الفرنسية في مطار دبي". وجاء في البيان أن "رئيس الجمهورية سيستقبلها مع عائلتها في قصر الاليزيه عند وصولها المرتقب إلى باريس حوالي الساعة 00،13 بالتوقيت المحلي (00،11 ت.غ.)". ومع عودة كلوتيلد ريس إلى فرنسا تغلق قضية سممت العلاقات الفرنسية-الإيرانية المتوترة أصلا بسبب الملف النووي الإيراني. وكان محامي الفرنسية، التي احتجزت في إيران لمشاركتها في تظاهرات أعقبت الانتخابات الإيرانية، أعلن، أول أمس السبت، أن موكلته ستتمكن من مغادرة إيران، أمس الأحد، إثر حكم بدفع غرامة صدر السبت بحقها. وقال المحامي محمد علي مهدوي ثابت، لوكالة فرانس برس "قضت المحكمة بأن تدفع الآنسة ريس غرامة قيمتها 300 مليون طومان (285 ألف دولار) وقد دفعت الغرامة". وأوضح المحامي أنه لن يستأنف الحكم "القريب من التبرئة" والذي "سيتيح للآنسة ريس مغادرة إيران بداية" من الأحد، مؤكدا أن "القضية انتهت". واتهمت ريس الباحثة في جامعة أصفهان (وسط) رسميا بالإساءة إلى الأمن الوطني الإيراني، خصوصا لجمعها معلومات وصورا أثناء تظاهرات في هذه المدينة، يومي 15 و17 يونيو، مناوئة لإعادة انتخاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. وصدر بحقها حكمان بالسجن خمس سنوات، غير أنه جرى تحويل الحكمين إلى غرامة بقرار من السلطات "بسبب وضعها الشخصي". وقد أوقفت الشابة الفرنسية (24 عاما) في الأول من يوليوز، حين كانت تستعد للسفر إلى فرنسا. وجرى الإفراج عنها بكفالة في 16 غشت، مع تقييد إقامتها بالسفارة الفرنسية بطهران لحين محاكمتها. ولدى مثولها أول مرة أمام المحكمة، الذي صوره التلفزيون، أقرت ريس بأنها شاركت "لأسباب شخصية" في التظاهرات وأنها كتبت تقريرا لمعهد تابع للسفارة الفرنسية. وطلبت "الصفح" معربة عن الأمل في "العفو" عنها. وأكدت فرنسا باستمرار أن مواطنتها بريئة من التهم الموجهة إليها وطالبت بالإفراج عنها. ويأتي هذا الحكم بعد أيام قليلة من قرار فرنسي بعدم ترحيل إيراني موقوف في فرنسا، منذ مارس 2009، إلى الولاياتالمتحدة. وعاد المهندس الإيراني، ماجد ككاوند، إلى إيران الأسبوع الماضي. ونفت باريس وطهران باستمرار أي علاقة بين القضيتين. غير أن الرئيس الإيراني قال، في 18 دجنبر الماضي، أن حل قضية ريس رهن "بتصرف المسؤولين الفرنسيين". ومساء السبت، أعلنت السنغال أنها لعبت دور وساطة في الإفراج عن الفرنسية كلوتيلد ريس. وأشارت في بيان رسمي إلى وساطة كان يقوم بها، منذ سبتمبر2009، الرئيس السنغالي، عبد الله واد، الرئيس الحالي لمنظمة المؤتمر الإسلامي. وبحسب دكار، فإن الحكومة الإيرانية اتصلت، الثلاثاء الماضي، بالحكومة السنغالية وأشادت بوساطتها، وكلفت واد إبلاغ فرنسا بقرار الإفراج عن كلوتيلد ريس.