منحت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الضوء الأخضر لرئيس السلطة الوطنية، محمود عباس، لبدء مفاوضات "غير مباشرة" مع الحكومة الإسرائيلية، عبر وساطة المبعوث الأميركي للمنطقة، جورج ميتشلميتشل يلتقي عباس مجددا (أ ف ب) إلا أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" جددت رفضها للقرار، واصفةً إياه بأنه "لا يمثل الشعب الفلسطيني". وذكر بيان صدر في ختام الاجتماع، الذي عُقد في رام الله برئاسة عباس، أول أمس السبت، أن قرار الموافقة على استئناف المفاوضات، يأتي "استجابة للمصالح الوطنية الفلسطينية، ومن أجل إعطاء فرصة جدية لعملية السلام، التي ترعاها الولاياتالمتحدةالأمريكية، من خلال دورها الأساسي الذي تدعمه اللجنة الرباعية الدولية، ولجنة المتابعة العربية، والمجتمع الدولي بأسره". وتابع البيان، الذي تلاه أمين سر اللجنة التنفيذية، ياسر عبد ربه "تؤكد القيادة الفلسطينية أن قرارها اليوم بشأن المحادثات غير المباشرة، يستند إلى الضمانات والتأكيدات التي تلقتها بالنسبة إلى النشاط الاستيطاني وخطره وضرورة وقفه، وكذلك بشأن مرجعية عملية السلام التي تشمل قراري مجلس الأمن رقمي 242 و338، وخطة خارطة الطريق، ومبادرة السلام العربية". ودعا البيان الولاياتالمتحدة الأميركية إلى اتخاذ "موقف سياسي حازم، حيال أية استفزازات تؤثر على مسار العملية السياسية والمفاوضات"، وفقاً لما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، فيما أوضح عبد ربه أن "القيادة الفلسطينية تعتبر كل هذه الضمانات والتأكيدات، عنصراً رئيساً وراء قرارها اليوم، بالمشاركة في المحادثات غير المباشرة". كما أشار إلى أن "تلك الضمانات والتأكيدات تشمل كذلك أن قضايا الوضع النهائي ستكون مطروحة كلها، وخاصة القدس والحدود واللاجئين والأمن، في إطار المحادثات بجميع أشكالها، وابتداء بالمحادثات غير المباشرة"، مشيراً إلى أن هذه القضايا مترابطة مع بعضها البعض، فلا سلام دون القدس، أو مع استمرار الاستيطان. من جانبها، ذكرت حركة حماس أن "القرار الصادر عن ما يسمى باللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، تحصيل حاصل لقرار اتخذ مسبقاً من محمود عباس ومن حوله، ولكنهم أرادوا أن يعطوه الغطاء اللازم، وأن يصبغوه بصبغة الشرعية، من خلال قرار ما يسمى بلجنة متابعة المبادرة العربية أولاً، ثم من خلال اللجنة التنفيذية، والتي هي في الأصل لا تمثل الشعب الفلسطيني". ونقل المركز الفلسطيني للإعلام، المقرب من حماس، عن القيادي بالحركة صلاح البردويل، قوله في بيان مكتوب "نحن نعتبر هذا الغطاء غطاءً مهترءاً وبائساً، ولا يحمي ظهر المفاوض، الذي لن يحقق شيئا من خلال المفاوضات، وإنما هو متجه نحو الهروب إلى الاحتلال، خاصة وأن هذه المفاوضات تأتي في ظل أشرس هجمة استعمارية تستهدف الإنسان الفلسطيني ومقدساته وأرضه". كما ذكر البردويل أن قرار تنفيذية المنظمة "لا معنى له، ولا يمثل الشعب، ونحن نعتقد أن هذه المفاوضات ستفشل، وأن المشروع الذي يقوده عباس لا يمكن أن يستقيم، في ظل رفض الشعب الفلسطيني وفصائله له". إلى ذلك، اعتبر الناطق باسم حركة حماس، سامي أبو زهري، قرار المنظمة بأنه "لا يمثل الشعب الفلسطيني"، وقال إن "المنظمة أمام اختبار حقيقي، لأنه باسمها يتم تمرير هذه الجريمة، على حساب المصالح الفلسطينية". في المقابل، رد الناطق باسم حركة "فتح"، أسامة القواسمي، باتهام حركة حماس بأنها "تعمل على إحباط المفاوض الفلسطيني، متساوقة بذلك مع اليمين المتطرف الحاكم بإسرائيل، بهدف إفراغ الساحة السياسية لصالح مشروعها الحزبي الخاص". وكان المبعوث الأميركي ميتشل التقى عباس السبت الماضي، دون أن ترشح عن اللقاء معلومات رسمية، ولكن رئيس دائرة شؤون المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، قال إن الطرفين سيستكملان البحث "في عدد من القضايا الهامة،" باجتماع يعقد السبت، وآخر أمس الأحد.