استعانت وزارة الداخلية برجال ونساء السلطة، الذين يوجدون تحت التمرين، لتأمين احتفالات الطبقة الشغيلة بعيدها، الذي تميز، في العاصمة الرباط، بمشاركة "مجموعات المعطلين المتمرسة على مواجهة الشوارع" مع مختلف تشكيلات قوات الأمن. ووفق معطيات حصلت عليها" المغربية"، فإن وزارة الداخلية جندت لهذه الغاية العشرات من رجال ونساء السلطة من الفوج ال44 من السلك العادي من درجة قائد وقائدة، الذين لم تعد تفصلهم سوى أسابيع على تخرجهم من المعهد الملكي للإدارة الترابية بالقنيطرة. وتشير المعطيات إلى أن هذا الفوج كان، بمناسبة فاتح ماي، أمام فرصة ميدانية لتطبيق آخر آليات واستراتيجيات،"التحكم في تدبير التجمعات العمومية، والمحافظة على الأمن والاستقرار بشكل قبلي اعتمادا على العمل الاستخباراتي النوعي، تفاديا للسقوط في أسلوب الداخلية العتيق المبني على القمع والعنف". ويستفاد من المعطيات نفسها أن وزارة الداخلية حرصت على توزيع عناصر من الفوج ال44 من السلك العادي لرجال السلطة على المدن الكبرى، مثل الرباط والدارالبيضاء، حيث كان كل قائد وقائدة تحت التمرين يؤدون عملهم تحت إشراف قائد مقاطعة معينة، في حين كان آخرون يشاركون في الخلايا المركزية المحدثة على مستوى وزارة الداخلية، أو العمالات، أو الولايات لتحليل المعطيات وتتبع سير تدبير عناصرها لمسيرات فاتح ماي. ويؤهل التكوين النظري والتطبيقي، الذي يتلقاه رجال ونساء السلطة الجدد في المعهد الملكي للإدارة الترابية بالقنيطرة، هؤلاء لتحمل مهام السلطة على "أفضل وجه"، وممارستها ميدانيا، والمساهمة بفعالية في دعم وتحقيق التنمية المحلية، والرقي، عموما، بدور المرأة الأمن واستتبابه في الدولة والمجتمع. وتميز الفوج ال 43 من السلك العادي لرجال السلطة، سنة 2008، بضمه عناصر نسائية لأول مرة، وعددهن 19، من أصل 107 من إجمالي عدد المتخرجين من الفوج برسم سنة 2008. وأنقذ معطلون ماء وجه الطبقة الشغيلة في الاستعراض العمالي، بالرباط، بمناسبة الاحتفالات بعيد الشغل، الذي ظهر فيه رجال سلطة تحت التمرين، عندما نزلوا بثقلهم إلى الشوارع للاحتجاج على تدبير الحكومة للملف الاجتماعي، الذي يعد بالنسبة لها، أولى انتظارات الشعب المغربي. وسرقت مجموعات المعطلين، فئة الأطر العليا (الرابطة الوطنية، والصمود، والشعلة، والنضال، وتنسيقية 2 غشت، والتجمع المغربي..)، أنظار النقابيين والمتتبعين، بعدما "خفتت" قوة النقابات في تحريك الرأي العام. وضاعفت مختلف تشكيلات قوات الأمن من تعبئتها لمحاصرة مشاركة مجموعات المعطلين المتمرسة على الاحتجاج، و"مواجهات الشوارع مع الأمن"، مخافة خروج احتجاجها على الخط الأحمر لاحتفالات العمال بعيد الشغل.