سرب موقع التواصل الاجتماعي "فايس بوك" يوم الثلاثاء الماضي، عددا من عناوين البريد الإلكتروني الخاصة، التي رغب مستخدموها في إخفائها، لفترة استمرت قرابة نصف الساعة قبل أن يتمكن الموقع من إصلاح الخطأ التقني المتسبب في التسريب. وأشارت مجموعة من المصادر الإعلامية، إلى أن الخطأ من الممكن أن يكون نتيجة التغييرات المفترضة في إعدادات الخصوصية، التي تسمح ل"فايس بوك" بإرسال اسم وصور وقائمة أصدقاء المستخدم وأي بيانات عامة، خاصة به أو بأصدقائه، إلى مواقع متعاونة معه. وأضافت المصادر ذاتها، أن "فايس بوك" يحاول جاهدا أن يبدو كمكان يتمتع فيه المستخدمون بقدر معقول من الخصوصية. من جهة أخرى، أعرب مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي "فايس بوك" عن اعتراضهم الشديد بشأن تغيير جديد يستقبله الموقع في إعدادات الخصوصية، من شأنه السماح له بتقاسم بعض معلومات المستخدمين مع أطراف ثالثة مثل مواقع وتطبيقات الإنترنت. وأشارت المواقع الإلكترونية، المتخصصة في مجال التقنية، إلى أن القواعد الحالية تسأل المستخدم أولا عما إذا كان يود مشاركة معلوماته، التي تضم اسمه وصوره وقائمة أصدقائه، مع مواقع أخرى أم لا. وأوضحت المواقع ذاتها أن السياسة المقترحة، التي لم يطبقها "فايس بوك"، ستتجنب سؤال المستخدم عن موافقته عند زيارة بعض المواقع والتطبيقات، التي لها علاقات تجارية بموقع التواصل، حيث ستشارك معها معلومات المستخدم الشخصية آليا. وكان مارك زوكربيرج، مؤسس "فايس بوك"، صرح في يناير الماضي أن صعود المواقع الاجتماعية على الإنترنت يؤكد أن المستخدمين لم يعد لديهم توقع الحصول على الخصوصية. وأضاف أن المستخدمين أصبحوا أكثر اطمئنانا أثناء زيارة المواقع، ليس فقط من خلال تبادلهم أنواع مختلفة من المعلومات، ولكنهم أيضا أصبحوا أكثر انفتاحا مع عدد أكبر من المستخدمين الآخرين. ونقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن زوكربيرج قوله إن "نمو وانتشار المواقع الاجتماعية يعكسان تغيرا في توجهات المستخدمين العاديين، مؤكدا أن هذا التغيير الجذري حدث في مجرد بضع سنوات وأن القواعد الاجتماعية هي مجرد شيء يتطور مع مرور الوقت". وأشارت الصحيفة إلى أن بيان مؤسس "فايس بوك" ربما لا يمثل مفاجأة لكثيرين ممن اعتبروه تبريراً لقرار الموقع بتغيير إعدادات الخصوصية لأكثر من 350 مليون مستخدم، فيما رأى خبراء إلكترونيون أن بيان زوكربيرج لم يكن توضيحاً قابلا للتصديق، كما أشاروا إلى تورط "فايس بوك" في تغيير الطريقة التي يفكر بها المستخدمون بشأن الخصوصية على الإنترنت. وقالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إن التغييرات الأخيرة، أثارت شكوكا لدى الجماعات المهتمة بمجال الخصوصية، والتي خشيت أن تكون تلك التغييرات "خدعة" من الموقع لدفع المستخدمين لتبادل المعلومات والكشف عن قدر كبير منها لا يرغبون عادة في إظهاره. وأوضحت الصحيفة أن التغييرات تتزامن مع سعي محركات البحث على التعاون مع مواقع التواصل الاجتماعي لتبادل المحتويات، التي يولدها مستخدموها بين نتائج بحثها، حيث سيبدأ ظهور بيانات من "فايس بوك" على تقنية بحث "الزمن الحقيقي" بداية من الشهر المقبل. وكان "فايس بوك"، قدم صفحة تشرح للمستخدمين الإعدادات الجديدة وأيضا توفير توصيات خاصة بناء على مستوى الخصوصية، الذي يختاره المستخدم، والذي سيتمكن من تغييره باستمرار، كما قرر إزالة جميع الشبكات المحلية كليا، واستبدالها بنماذج مبسطة لتسهيل التحكم في قواعد الخصوصية داخلها، وذلك بسبب أن عددا من تلك الشبكات تتكون من ملايين المستخدمين، ما يتسبب في جعلها عديمة الفائدة من جانب الخصوصية.