دعت أغلبية أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي من الحزبين، في رسالة وجهتها، أمس الثلاثاء، إلى وزيرة الخارجية، هيلاري كلنتون، إلى إيجاد حل لنزاع الصحراء على أساس مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.وأشارت الرسالة، التي وقعها 54 سيناتورا من الديمقراطيين والجمهوريين، الذين أعربوا عن "قلقهم بشكل خاص إزاء الزيادة المضطردة لعدم الاستقرار في منطقة شمال إفريقيا" بسبب "تنامي الأنشطة الإرهابية"، إلى أنه "من أولوية الولاياتالمتحدة دعم حل هذا النزاع على أساس هذه الصيغة". واعتبرت الأغلبية، التي تقودها السيناتورة الديمقراطية، ديان فينشتاين، وزميلها الجمهوري، كيت بوند، على التوالي الرئيسة والرجل الثاني بلجنة الاستخبارات بالغرفة العليا، أن "دعم الولاياتالمتحدة، وبتعاون وثيق مع حلفائنا في أوروبا وبالمنطقة، يمكن من تحقيق استقرار الوضع وعكس هذه التوجهات المقلقة". وذكرت الرسالة في هذا السياق بأن تقريرا نشر في 31 مارس 2009 من قبل مجموعة تتكون من وزيرة الخارجية السابقة، مادلين أولبرايت، والقائد السابق لمقر القيادة العليا لقوات الحلفاء في حلف شمال الأطلسي الجنرال، ويسلي كلارك، والسفير السابق، استيوارت ايزنسطاط، يؤكد أنه "يتعين على الولاياتالمتحدة العمل بجد مع شركائها لحل نزاع الصحراء". وبعد أن أشاروا إلى التصريح، الذي أدلت به هلاري كلينتون، بمراكش في نونبر الماضي، عبر الموقعون على الرسالة عن اتفاقهم مع وزيرة الخارجية بأن المقترح الذي تقدم به المغرب في عام 2007 على أساس منح حكم ذاتي موسع للصحراء، "جاد وذو مصداقية"، مؤكدين أن الولاياتالمتحدة تدعو، منذ عهد إدارة كلينتون إلى تسوية لهذا الصراع على أساس هذه الصيغة. وأضافت الرسالة " نؤيد هذه السياسة الأميركية للحزبين الجمهوري والديمقراطي، وكذا جهود الأممالمتحدة لجمع جميع الأطراف من أجل حل هذه القضية بطريقة سلمية حول طاولة المفاوضات". وأكد الموقعون على الرسالة، من جهة أخرى، أن الرهانات بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها في شمال إفريقيا واضحة، وأن "تأثيرنا يمكن أن يحدث فرقا واضحا، من خلال التشجيع على مزيد من التنسيق بغية التخفيف والقضاء على التهديد الإرهابي وتشجيع اندماج للمنطقة الواعدة بالنمو الاقتصادي والرفاهية". وخلصوا إلى أن "حل قضية الصحراء سيزيل آخر عقبة تحول دون تحقيق الاستقرار في المنطقة". "تأييد الحزبين الجمهوري والديمقراطي سبق التعبير عنه بمجلس النواب الأميركي" وكانت أغلبية أعضاء مجلس النواب الأميركي قد وجهت رسالة مماثلة، في أبريل الماضي، إلى الرئيس، باراك أوباما، أعربت فيها عن انشغالها إزاء "تصاعد تهديدات تنظيم القاعدة ومجموعات إرهابية أخرى في إفريقيا الشمالية"، ودعت إلى تقديم دعم قوي للمبادرة المغربية للحكم الذاتي من أجل حل نزاع الصحراء. وأكد النواب الأميركيون 229 المنتمون إلى الحزبين الديمقراطي والجمهوري داخل مجلس النواب، حينها أن هذا المقترح "سيفتح الطريق أمام تعاون إقليمي أوسع لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية المتنامية" في هذه المنطقة. واعتبر النواب الأميركيون أن النزاع حول الصحراء يشكل "عقبة كأداء أمام جهود الولاياتالمتحدة وشركائها في المنطقة". وكان الموقعون على تلك الرسالة ذكروا بالتقييم الذي قام به المبعوث الشخصي السابق للأمين العام للأمم المتحدة، بيتر فان فالسون في أبريل 2008، والذي اعتبر فيه أن استقلال الصحراء "ليس خيارا قابلا للتحقيق"، معبرين عن قناعتهم بأن الموقف الأميركي، الذي يؤيد الحكم الذاتي للصحراء "تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد القابل للحياة".