بثت القناة الثانية في برنامج "مباشرة معكم"، حلقة خاصة باليوم العالمي للمرأة، يوم الأربعاء 03 مارس2010، واعتبر عدد من مكونات الحركة النسائية المغربية البرنامج "إهانة كبيرة للنساء المغربيات في عيدهن الأممي"واستنكرت جمعيات نسائية، لها وزنها على مستوى الحركة النسائية المغربية، في بيان توصلت "المغربية" بنسخة منه، ما جاء في البرنامج من تصريحات "مشينة" و"مهينة"، وطالبت القناة الثانية بتقديم "اعتذار لكل النساء المغربيات، وللنساء القرويات على الخصوص، وتقديم اعتذار لكل الرجال، أيضا، الذين حولهم البرنامج إلى مستغلين، ودون كرامة، إذا سولت لهم نفسهم مساعدة زوجاتهم، وتقاسم أعباء المنزل معهم". كما طالب البيان ب"تدخل المسؤولين على المجلس الأعلى للسمعي البصري، الذين دأبوا على التدخل كلما وقع التجريح في شخص، أو تعرض أحدهم لإهانة ما، لرد الاعتبار للمرأة المغربية، وحماية حقها في الاحترام وحفظ كرامتها". وتشبث البيان بحق رد الجمعيات النسائية والحقوقية الديمقراطية، من أجل توضيح مواقفها ومطالبها، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وتبيان التضحيات، التي تقدمها النساء من أجل المجتمع ككل، والنساء القرويات على وجه الخصوص. وقال بيان صادر عن عدد من الجمعيات النسائية، إن اليوم العالمي "من المفروض أن يكون مناسبة لتقييم حصيلة النضال النسائي، ومدى التطور، الذي عرفته أوضاع المرأة المغربية، بعد التقدم الحاصل في بعض المجالات، واستدعاء النساء للنقاش والحوار حول مطالب الحركة النسائية، التي توجد الآن على مكاتب المسؤولين، وعلى رأسها الملف المطلبي المتعلق بالقانون الجنائي، وتفعيل قانون الأسرة، والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والقانونية للنساء القرويات، وملف العنف والاستغلال، الذي تتعرض له الطفلات خادمات البيوت، وتمدرس الفتيات، ومدى الإدماج الحقيقي لمقاربة النوع في السياسات العمومية، ومشاركة فاعلة داخل المؤسسات المنتخبة". وأضاف البيان ذاته أنه "بدل الوقوف على مدى التزام الدولة المغربية بالمواثيق الدولية، وعلى رأسها اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، وعن التدابير الخاصة، التي اتخذتها في جميع المجالات، ومن بينها الإعلام، لتغيير العقليات والصورة النمطية للمرأة، فوجئنا بخطاب عنيف خطير، يقدم صورة سلبية للنساء المغربيات، خاصة النساء القرويات، اللواتي وصفن من خلال برنامج "مباشرة معكم" بأبشع النعوت". وأشارت الجمعيات الموقعة على البيان، البالغ عددها 14 جمعية، والعدد مرشح للارتفاع، إلى أن البرنامج سمح لإحدى الضيفات المختارات، ب"سب النساء وشتمهن ووصفهن بالوقحات، وبأنهن يمضين وقتهن في مشاهدة الأفلام المكسيكية الرخيصة، ويقلدن نساء هذه الأفلام، ويرتدين اللباس السافر". وشدد البيان على أن "ما قيل، خلال البرنامج، في حق نسائنا القرويات يتنافى مع واقعهن"، إذ ركزت الجمعيات على أن "هؤلاء النساء يمضين ثلثي حياتهن بالحقول، يشتغلن في حقل الأب والزوج، ويعلن عائلاتهن من عرق جبينهن، والنساء القرويات حرمن من حقهن في التطبيب، وعدد كبير منهن يلفظن أنفاسهن وهن محمولات في نعش، أو على أكتاف الرجال في طريقهن إلى أقرب مستوصف للولادة"، وهن اللواتي "حرمن من حقهن في التعليم، واغتصبت منهن طفولتهن ليزج بهن في بيت الزوجية، وهن لا يعرفن بعد حتى معنى الزواج، وبالأحرى الإنجاب ومسؤولية الأسرة". وأضاف البيان أن "النساء القرويات، اللواتي من المفروض أن نستغل 8 مارس لنقف إجلالا لهن، على ما يسدينه إلى هذا البلد دون مقابل، ودون الاعتراف بالدور الاقتصادي، الذي يلعبنه، بقدر ما يعتبرن مواطنات من الدرجة الثانية، ويثبت على بطاقتهن الوطنية "بدون"، بل حتى القوانين، التي وجدت لحماية كرامة كل مواطن مغربي، أقصتهن من الحماية". وفي السياق ذاته، أبرز البيان أن "النساء القرويات ما زلن ضحايا كل أنواع العنف، من الزواج الإجباري المبكر، إلى تعدد الزوجات، والحرمان من الإرث، ومن النفقة، عندما يطلقهن الأزواج، ويتركونهن وأطفالهن عرضة للفقر والضياع، فيصبحن، منذ سن العشرين، أمهات عازبات متخلى عنهن". وتساءل البيان عن "أي امرأة قروية تكلمت ضيفة جامع كلحسن، ومن أي بلد أحضرها؟". وخلصت الجمعيات الموقعة على البيان إلى أن "حلقة مباشرة معكم ليوم 3 مارس، هدية مسمومة، اختار صاحب البرنامج أن يصفع بها المرأة المغربية في ذكرى عيدها الأممي"، واستنكر البيان قول إحدى الفنانات، بكل جرأة، من خلال قناة تساهم النساء المغربيات في تمويلها، بأن الرجل إذا دخل المطبخ لمساعدة زوجته يصبح وكأنه "جفاف"، وأن ذلك إهان لكرامته". وترد الجمعيات على هذا القول "إذا كانت السيدة الفاضلة تعتبر العمل المنزلي إهانة لا ترضاها للرجل، فلم ،إذن، تصر على إلصاقها بالمرأة؟ هل المرأة، في نظرها، وجدت في هذا الكون فقط لتلقي الإهانات وابتلاعها؟". واستنكر البيان ما جاء على لسان تلك الفنانة، كما استنكر صمت منشط البرنامج، مسجلا أن "الغريب في الأمر أن منشط البرنامج لم يبذل أي مجهود لتوجيه النقاش، بما يضمن كرامة المرأة ويحافظ على احترامها، وبدا الأمر كأنه مقصود ومبيت". الجمعيات الموقعة: ( جمعية التربية على حقوق الإنسان، وجمعية النخيل مراكش، والجمعية الديمقراطية لحقوق الإنسان- الرباط، والجمعية الديمقراطية لنساء المغرب البيضاء، ومؤسسة يطو لإيواء وإعادة تأهيل النساء ضحايا العنف، والتضامن النسوي، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، واتحاد العمل النسائي، وجمعية إنصات- بني ملال، وجمعية تفوكت للتأهيل النسائي- دوار الشعبة أيت تملي، وجمعية تتريت للتأهيل النسائي، منطقة تديلي ورزازات، وجمعية ازال اكني واعزيز للتنمية والتعاون تديلي، ورزازات، وجمعية تفاوت للتنمية- دوار تكاديرت تديلي ورزازات، والجمعية المغربية للدفاع عن حقوق النساء).