أحالت عناصر الشرطة القضائية لأمن آسفي، نهاية الأسبوع الماضي، متهما بقتل زوجته "حرقا"، على الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالمدينة، بعد متابعته بتهمة القتل العمد.وكانت عناصر الشرطة القضائية تلقت اتصالا هاتفيا، الأسبوع الماضي، من أحد سكان حي سانية زين العابدين بآسفي، يخبر فيه المتصل بوقوع انفجار قنينة غاز بأحد المنازل. هرعت عناصر الشرطة إلى عين المكان، فتبين لها وجود امرأة داخل المنزل، تعرضت لجروح وحروق خطيرة، فنقلت على وجه السرعة إلى مستعجلات مستشفى محمد الخامس بآسفي، لكنها لفظت أنفاسها الأخيرة متأثرة بالجروح والحروق التي تعرضت لها. ومن خلال التحريات، التي انطلقت من مسرح الحادث، كشفت عناصر الشرطة أن الضحية متزوجة، وتقطن في منزل يوجد في الطابق العلوي لمحل متخصص في إصلاح الثلاجات في ملكية زوجها، الذي يكبرها بأزيد من 10 سنوات، وأن الزوج لم يكن موجودا ليلة الحادث بالمنزل. انطلقت التحريات بحثا عن الزوج، لتفاجأ العناصر الأمنية بقدومه إلى المستشفى لتفقد الحالة الصحية لزوجته الضحية، بعدما علم بخبر الحادث من أحد أبنائه، فأخبرته عناصر الشرطة بأن زوجته ما زالت تصارع الموت داخل قسم المستعجلات، وتبين أن الزوج لم يكن متأثرا كثيرا بالحادث، الذي تعرضت له زوجته، فبدأت الشكوك تحوم حول إمكانية ارتكابه للحادث. وجرت التحقيقات مع الزوج المتهم، دون إخباره بأن الزوجة لفظت أنفاسها الأخيرة، فبدأت تظهر عليه بعض العلامات والتصرفات التي عززت شكوك المحققين، فألقي عليه القبض، لكنه واصل إنكار ارتكابه للحادث، وبعد محاصرته بالأسئلة انهار واعترف أنه قتل زوجته "حرقا" باستعمال قنينة غاز من الحجم الصغير، بعد تأكده من خيانتها له بعدما أصبح عاجزا عن تلبية واجباته الزوجية، بسبب إصابته بمرض السكري المزمن. وحول تفاصيل الجريمة، أقر الزوج المتهم (م.ط)، 68 عاما، يملك محلا لإصلاح الثلاجات، أن الضحية تعتبر زوجته الثانية، واقترن بها منذ سنوات بعد وفاة زوجته الأولى وأم أبنائه، بعدما ربط معها علاقة توجت بالزواج، إذ أقاما في المنزل، الذي يوجد بالطابق العلوي للمحل التجاري الذي يملكه، وعاشا حياة سعيدة، لكنها انقلبت رأسا على عقب، منذ فترة ليست بالقصيرة بعدما أصيب بداء السكري، الذي بدأ يتلقى على إثره علاجا بحقن "الأنسولين"، ما أدى إلى فتور في علاقته الزوجية، انتهت بعدم قدرته على تلبية رغبات زوجته الجنسية، التي وصل بها الأمر إلى التذمر ومعايرته بنقص رجولته. وأضاف الزوج المتهم في اعترافاته أن زوجته الضحية (س.ص)، 40 عاما، أصبحت كثيرة الخروج من المنزل، وتعود أحيانا في ساعات متأخرة من الليل، ما جعله يشك في تصرفاتها وخيانتها له، مشيرا إلى أنها أخبرته، صباح يوم الحادث، أنها متوجهة إلى الحمام، لأنها تريد أن تذهب إلى المقبرة رفقة أفراد أسرتها في اليوم الموالي، ومساء اليوم نفسه أخبرته أنها متوجهة إلى بيت أسرتها للاتفاق حول زيارة المقبرة التي سيقومون بها، لكنها عادت في حدود الحادية عشرة ليلا، وأخدت قدرا كبيرا من الماء الساخن ودخلت الحمام، وحين سألها قالت إنها تريد أن تتوضأ، فاستغل ذلك وفتش حقيبتها، فوجد بها منديلا عليه آثار المني، فتأكدت شكوكه حول خيانتها له، فقرر وضع حد لحياتها، فانتظر استسلامها للنوم، وفتح قنينة الغاز، وغادر المنزل نحو المحطة الطرقية في حدود الثانية صباحا، ومنها استقل الحافلة إلى أحد الأسواق ليوهم رجال الشرطة بعدم وجوده بالمنزل ليلة الحادث، وحين عاد في اليوم الموالي، أخبره أحد أبنائه أن زوجته نقلت إلى المستشفى في حالة خطيرة بعدما انفجرت قنينة غاز بالمنزل. بعد إنهاء الزوج المتهم اعترافاته، أخبره رجال الشرطة بلفظ زوجته الضحية لأنفاسها، نتيجة الحروق الخطيرة التي أصيبت بها، وتوبع بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، وأحيل ملفه على استئنافية آسفي.