توجه بعض سكان "دوار الكريمات" بعين السبع في الدارالبيضاء، يوم الثلاثاء الماضي، إلى عمالة عين السبع، قصد التضامن مع أسرة فاطنة ريكات، التي هدمت "براكتها"، أخيرا دون الاستفادة من سكن بديلغير أن تجمع السكان أمام العمالة لم يفض إلى نتيجة، ماعدا وعدهم بإعادة النظر في موضوع الأسرة المتضررة، اليوم الخميس. أفاد بعض سكان دوار الكريمات "المغربية" بأسلوب ينم عن تحد للواقع الذي آلوا إليه، بسبب أحكام الإفراغ التي تطالهم على التوالي، (أفادوا) أنهم "لا يملكون خيارا آخر غير التشبث بحقهم في سكن يراعي احتياجاتهم، وعدد أفراد كل أسرة"، مشيرين في الآن نفسه إلى أن "الكثير منهم لم يشملهم الإحصاء، ما يجعلهم عرضة للضياع والتشرد، إذا ما استمرت عمليات الهدم بالقوة، كما وقع لأسرة ريكات". واعتبر السكان في تصريح ل"المغربية" أن "برنامج القضاء على السكن غير اللائق، لا يعني تهميش حقوق سكان قطنوا الدوار لسنوات طويلة، أي أن الاستفادة من الشقق المقترحة، لا بد أن تهم جميع الأسر دون استثناء". وأكد السكان الذين تجمعوا أمام عمالة عين السبع، متحملين حر الشمس، ل"المغربية" أنهم "واعون بمسؤولياتهم، لهذا جاؤوا إلى العمالة قصد الحوار مع العامل أو أي مسؤول، للنظر في مشكلتهم على نحو سريع، وفق ما يخلص أسرة ريكات من معاناة اجتماعية ونفسية تعيشها بإكراه منذ هدم بيتها عنوة". مصير مجهول لم يغفل بعض السكان القول إن "مصير الكثير منهم مجهول، خاصة بعدما عايشوا مشكلة أسرة ريكات، التي تبعثرت أغراضها، جزء منها في الشارع وأجزاء أخرى متفرقة لدى السكان، في انتظار مدها بشقة بديلة"، مؤكدين أن "عمليات الهدم والطريقة التي تجري بها، عمقت مأساة من لم يسجل في لائحة المستفيدين، لهذا ارتأى السكان التضامن في ما بينهم، لإحراج الجهات المسؤولة، والتعجيل في نقلهم إلى سكن بديل، في منأى عن الإكراهات والضغوطات الممارسة عليهم". يذكر أن أسرة فاطنة ريكات التي يتضامن معها باقي سكان دوار الكريمات، هدمت "براكتها" بعد صدور حكم بالإفراغ يقضي بإخراجها من "براكتها"، ولو بالقوة، دون أن تستفيد من عملية "إعادة الإيواء"، ما اضطرها إلى المبيت في العراء لأيام إلى جانب أغراضها، ويبلغ عدد أفراد هذه الأسرة المعنية بالهدم 8 أفراد. يشار أيضا إلى أن سكان دوار الكريمات، لازالوا يمنعون من "شهادة السكنى"، التي حالت دون تحقيق مصالحهم، كتجديد البطاقة الوطنية والبطاقة المدرسية بالنسبة إلى التلاميذ، لإجبارهم على الرحيل عن الدوار، والقبول بالعروض المقترحة عليهم، إلا أن الكثير منهم أقصي من الإحصاء، فاعتبرتهم الجهات المسؤولة غير معنيين بعروض الاستفادة من السكن اللائق، ما جعلهم يرفضون تلك الشقق، التي وصفوها ب"علبة السمك" (46 مترا)، في وقت يقطنون في "براريك" تصل مساحتها إلى 300 متر. الالتزام بالوعود دعا السكان المسؤولين إلى "الالتزام بالوعود التي يقدمونها لهم، من أجل ربح الوقت، وإعفائهم من الضغوطات الاجتماعية والنفسية التي يتكبدونها"، مؤكدين أن أسرة ريكات واحدة من الأسر التي تعيش على إيقاع الفقر والعجز عن توفير سكن للاستقرار".