عرفت العلاقات الجزائرية الإسبانية تحولات لافتة في الآونة الأخيرة، ما أثار استغرابا وغضبا في الأوساط الجزائرية، خاصة من قبل المعارضين وحتى بعض الإعلاميين الموالين للنظام. قبل فترة قصيرة, شنت الجزائر هجوما قويا على النظام الإسباني بسبب اعترافها الصريح بسيادة المغرب على الصحراء، فيما أصبحت اليوم بشكل مفاجئ تتفاخر بتعزيز علاقاتها مع إسبانيا، وهو ما يثير العديد من التساؤلات حول تقلبات السياسة الخارجية للنظام الجزائري. في نفس السياق, شن الناشط السياسي الجزائري "سعيد بنسيدرة" هجوما عنيفا على الخبير السياسي "أحمد خليفة" بعد تصريحاته الملتبسة حول التغيرات في العلاقات بين الجزائر وإسبانيا. واعتبر بنسيدرة أن خليفة يحاول "تزوير الحقائق"، ووصفه بالجاهل والغبي خلال مقابلة تلفزيونية على قناة الشروق الفضائية. وأضاف سعيد أن خليفة كان يحاول تبرير سياسة الجزائر الحالية بطريقة غير مقنعة، مشيرا إلى أن إسبانيا لا تهتم بما يحدث في الجزائر. وشدد بنسيدرة على أن الجزائر ارتكبت خطأ فادحا عندما قطعت العلاقات مع إسبانيا، والآن تعود لتصحيح هذا الخطأ بالبحث عن دعم إسباني. وأكد بنسديرة إن النظام الجزائري "كان في حالة سكر" عندما قرر قطع العلاقات مع إسبانيا، ولا أحد يعرف كيف يتم اتخاذ القرارات في هذا النظام الذي يواجه انتقادات واسعة من الشعب الجزائري وأضاف أن إسبانيا لا تغير مواقفها بشأن قضية الصحراء وهي متشبتة بدعمها للمغرب في الصحراء. وتابع بنسيدرة بالقول إن "إسبانيا تتعامل معنا على أننا بلد غبي وأحمق ، ولا نملك أي عقل سياسي", كما وجه نقدا لاذعا للنظام الجزائري، مطالبا إياه بضرورة قول الحقيقة للشعب الجزائري بدلا من الاستمرار في الكذب و"تغطية الفضيحة" التي تعيشها الجزائر بسبب علاقاتها مع إسبانيا. كما أضاف ذات المتحدث أن الجزائر تعيش عزلة دولية، وفقدت مصداقيتها على الساحة العالمية, وأن الدول مثل جيبوتي أصبحت أكثر تأثيرا من الجزائر في الساحة الإفريقية، بسبب ضعف السياسة الجزائرية وفشل النظام في اتخاذ قرارات استراتيجية سليمة.