جرت اليوم الخميس بالمركز الاستشفائي الجامعي بفاس أول عملية من نوعها على الصعيد الوطني للقسطرة الداخلية للقلب، استفادت منها طفلة تبلغ أربع سنوات ونصف. وأجرى هذه العملية المعقدة فريق طبي برئاسة البروفيسور في أمراض قلب وشرايين الأطفال بالمستشفى الجامعي بفاس سمير العثماني (المغرب) والبروفيسور زخيا صليبا (فرنسا-لبنان). وهمت إغلاق حاجز الاتصاالات بين البطينين بالقسطرة التداخلية. وقال البروفيسور العثماني في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه العملية هي الأولى من نوعها على الصعيد الوطني بدون جراحة، حيث مكنت من إغلاق ثقب الاتصال بين بطيني قلب هذه الفتاة. وأضاف أن الأمر لا يتعلق بجراحة لفتح الصدر ولا القلب، بل بتقنية التواصل عبر شريان الفخذ صعودا الى القلب لوضع الطرف الاصطناعي لسد الثقب، موضحا أن العملية استغرقت ساعة ونصف الساعة “دون مشاكل كبرى في ما يتعلق بالإنعاش وبدون خطورة أو تعقيدات معروفة". وتابع “نحن محظوظون في المستشفى الجامعي بفاس للقيام بمثل هذه التدخلات لفائدة المرضى الذين لهم بطاقة راميد، مع العلم أن العملية تكلفتها باهضة نظرا لأسعار الأطراف الاصطناعية”، مشيرا إلى أن هذه العملية ستمهد الطريق لعدة عمليات مماثلة في المستقبل. من جانبه، قال طبيب القلب الفرنسي-اللبناني، زخيا صليبا إن هذا التدخل الذي يتطلب “أطرافا اصطناعية متطورة وتقنية معقدة إلى حد ما” يهم سد الثقب بين بطيني قلب الطفلة دون جراحة. ويعد ثقب القلب ويعرف أيضا ب "عيب الحاجز البطيني"، خللا خلقيا في الغالب يحدث عند تكوين القلب في الجدار الحاجز الذي يفصل بين البطينين، ويسبب هذا العيب مرور الدم من الجانب الأيسر إلى الجانب الأيمن من القلب، ثم يتم ضخ الدم الغني بالأكسجين إلى الرئتين بدلا من ضخه إلى الجسم. وؤدي ثقب القلب إلى نقص كمية الأكسجين الذي يصل لأنسجة الجسم، مما يدفع بالقلب إلى العمل بشكل أكبر لتعويض الأكسجين الناقص. وتهم التقنيات الحديثة للقسطرة القلبية إغلاق ثقب القلب بدون شق الصدر، حيث يقوم الطبيب بإدخال أنبوب رفيع في الشريان الدموي في الفخذ، ويوجهه صعودا إلى القلب، ثم يستخدم جهازا شبكيا بحجم خاص لإغلاق الثقب.