بدأت الصور الأولى للنقص الحاد في التغذية بالمخيمات الصيفية، التي تشرف عليها وزارة الشباب والرياضة، تغادر بعض مراكز التخييم بالأطلس والمدن الشاطئية، حيث يواجه المؤطرون، التابعون للجمعيات التربوية، «ثورة جوع» حقيقية وسط الأطفال واليافعين. و أظهرت مجموعة من الصور من أحد المخيمات بمنطقة الأطلس، مرفقة بتصريحات لمؤطرين عبروا فيها عن استيائهم من نقص الوجبات الغذائية، في فترات الفطور والغداء والعصرونية والعشاء، إذ تقتسم مجموعة تربوية واحدة، في بعض الأحيان، صحنا صغيرا من سلطة الخضر والخص فوقها قطعتان من البيض المسلوق. وقال مؤطر إن الأطفال واليافعين يأتون على الصحن في ظرف قياسي، قبل المرور إلى الوجبة الأساسية التي تتنوع بين دجاجة بالبصل والعنب الصغير (الزبيب)، أو قطعة من اللحم «تسبح» وسط مرق وثلاث إلى أربع برقوقات، ثم يختتم ذلك بحبة فاكهة، أو كأس يوغورت على سبيل «الديسير». ووجد المؤطرون ورؤساء الفرق أنفسهم في وضعية حرجة، بعد ارتفاع حدة التذمر في صفوف الأطفال وإحساسهم الدائم بالجوع، ما أثر على سير البرامج التأطيرية وفقرات التنشيط التربوي والترفيهي والرياضي خلال الأيام الماضية. و وصف مؤطر ، الوجبات المقدمة بالهزيلة جدا، كما وكيفا، وهي لا تلبي الحد الأدنى من الشروط الصحية والغذائية المنصوص عليها، تربويا، في هذا النوع من التجمعات التخييمية المنظمة من جهة رسمية. وأكد المؤطر أن ما يقدم إلى الأطفال لا تتوفر فيه الحدود الدنيا للتغذية المتوازنة التي تعني «التغذية التي تناسب الفرد من حيت الكمية والنوعية، أي من حيث السعرات الحرارية وباقي العناصر الأساسية الضرورية للنمو ولتزويد الجسم بالطاقة والقدرة على مقاومة الأمراض»، وقال إن ذلك يمثل شرط السلامة الصحية في المخيم، باعتبارها ذات علاقة فيزيولوجية وارتباط بالسلوك والنشاط والحيوية. وعزا المؤطر تفاقم الوضع إلى استمرار أشكال الارتجال والفوضى في تدبير قطاع التغذية بالمخميات الذي يستنزف ميزانية ضخمة من مجموع الغلاف المالي المخصص لبرنامج العطلة للجميع، كما عزاه لوجود لوبي مكون من الممونين ومسؤولين بالوزارة، مركزيا وجهويا، يتحين الفرصة، كل سنة، لوضع يده على سندات الطلب، دون استيفاء الشروط المنصوص عليها، وذلك لتوفير هامش مهم من «الربح» على حساب سلامة الأطفال وصحتهم. وانطلقت الدورة الأولى من برنامج «العطلة للجميع» الاثنين الماضي بأكثر من 25 مخيما ومركزا للتخييم على المستوى الوطني، إذ من المقرر أن يشارك، في المراحل الأربع، حوالي 250 ألف طفل ويافع، دون احتساب المؤطرين والمديرين والمرافقين ورؤساء المراكز. وتعهد رشيد الطالبي العلمي، وزير الشباب والرياضة، في يونيو الماضي، أمام البرلمان بمرور عمليات التخييم الوطنية في أحسن الظروف لتحقيق الأهداف التربوية المسطرة، كما تعهد بتفعيل دور الرقابة في التدبير والتنفيذ واعتماد مقاربة بيداغوجية تقوم على المشروع البيداغوجي والتربوي، عن طريق توقيع دفتر التعاقد التربوي، واعتماد ميثاق للتخييم. وقال الوزير إن الموسم الحالي سيتميز بالبدء في تطبيق نظام جديد داخل المخيمات يعتمد على الممونين عوض عملية الطبخ داخل المخيمات، موضحا أن هذا النظام يهدف بالخصوص إلى تحسين جودة التغذية على مستوى الكمية أو القيمة الغذائية والتقليل من مخاطر التسمم، وتركيز عمل جمعيات التخييم على التأطير التربوي للأطفال.