شهد يوم الثلاثاء حدثا تاريخيا ستظل تتذكره مدينة وجدة لسنين طوال , حدث سيبصم بدون شك ذاكرة كرة القدم الوطنية والوجدية وسيضل ميلاد صحافة جهوية جادة تتفاعل مع رموز الماضي وتنتشلهم من الحرمان , إلى الشعور بالرضا لما قدموه للوطن . مباشرة بعد الظهيرة شهدت مدينة وجدة حركة سير غير عادية والوجهة دار السبتي والحدث تكريم اللاعب الأسطورة سي محمد الفيلالي .حيث غصت قاعة دار السبتي بكل أطياف المجتمع الوجدي. من سلطة ومنتخبين ومسؤولين، وكذا ممثلي الهيئات السياسية والنقابية والثقافية ، كما حضرت كل الوجوه الرياضة بدون إستثناء حتى عجزت القاعة على استيعابهم ، كما نسجل حضور العنصر النسوي، والتنظيم المحكم والاحترافي لهذا الحدث التاريخي . - قبل إعطاء الانطلاقة المباركة لهذا الحفل الناجح، والذي شهدت فقراته تنظيما سلسا. ومحكما وباحترافية لم تشهدها حتى أكبر الجرائد التي إنحرفت عن مهمتها الإعلامية . وجنحت إلى سبيل المزايدة والإقصاء الممنهج ضد الصحافة الجهوية ، وكل ذلك بفضل منشط الحفل الأستاذ محمد بنداحة مدير الفضاء الأمريكي . والصحفي , والناشط الجمعوي والذي ساهم بحيويته ، وبحنكته وخبرته المعروفتين عند الأوساط الوجدية والوطنية إلى أن يخرج الحفل إلى بر النجاح ، حيث قام بمجهود جبار قبل وأثناء الحفل , الذي افتتح بأحد أعرق الفنون تجذرا بالجهة الشرقية ، ألا وهو الفن الغرناطي حيث عزفت الفرقة مقطوعة غرناطية أصيلة تعبر عن أصالة المحتفى به ، وعن أصالة هاته المدينة التي ساهمت في ترسيخ مغرب الاستقرار والنمو، وبعد ذلك تم عرض شريط فاجأ السيد محمد الفيلالي الذي صرح في الكواليس أنه لم يحصل على هاته الصور منذ 1970 وهو في رحلة بحث عنها حيث تابع الشريط من الكواليس وهو في شدة التأثر نظرا للمحطات التاريخية التي وقف عندها الشريط والتي تعبر عن الأيام الخوالي وأيام المجد الكروي, والملحمة التي صنعها جيل سي محمد الفيلالي ، وبعد ذلك قام منشط الحفل سي محمد بنداحة باستدعاء سي محمد الفيلالي تحت تصفيقات حارة من طرف كل الحضور الذين وقفوا إجلالا لهذا الرجل الخرافي ، نعم وكيف لا وهو الذي يحظى بحب المعارضين قبل حب الأحبة ، ولكي يقف الحضور على المحطات والانجازات التي لاتحصى تم إستدعاء عبد ربه بصفتي أجريت معه حوار صحفيا، وكذلك لكي يتعرف الجيل الحالي الذي أنتمي إليه بعظمة سي محمد الفيلالي الذي ينتمي للمدرسة الوطنية ونكران الذات، واللعب من أجل الوطن أولا ووسطا وأخيرا، رغم الغبن والتعتيم الإعلامي ورغم تنكر المقربين وجحود من كانوا من صنيعة هذا العملاق، حيث قام الحضور بالتصفيق طويلا لأي حدث أذكره لسي محمد الفيلالي سواءا كلاعب للمولودية ، ومدربا لها ومدربا لفرق الحسيمة وفتح الناظور، وجمعية جرادة التي تعتبره أباها الروحي وكيف لا وسي محمد الفيلالي هو الذي حقق للفريق تحت قيادته الصعود للقسم الممتاز، ثم كلاعب دولي كان رقما صعبا في معادلة المنتخب الوطني المغربي في كل صولاته وجولاته ، ثم عاد الحضور الكريم لكي يستمتع بقصائد أخرى لفرقة الطرب الغرناطي ، والتي بمشاركتها في هذا الحفل الذي يريد صلة الوصل مع الأصالة فكان لابد من فن أصيل أصالة الفيلالي وجيل الفيلالي ، وبعد ذلك تم تكريم شخصيات أعطت الكثير لمدينة وجدة والجهة الشرقية وشكلت علامة خارقة في إشعاع المدينة وطنيا ودوليا . وكان أبرز المكرمين الصحفي الذي يلتصق إسمه بآذان ساكنة الجهة الشرقية , إنه الصحفي المرموق الذي يعاني في صمت وإباء السيد المجاهد قاسم أجداين ، الرجل الذي أنهكه المرض ورغم ذلك لم ينل من خفة دمه وطيبو بته التي أعطت نفسا أخرا للحفل حيث عاد ليذكر الحضور بصوته بطريقة تحمل دعابة وتحمل قول الشاعر: رغم الداء والأعداء سأظل كالنسر فوق القمة الشماء . سي قاسم اجداين شكر أسرة جريدة الجسور على هاته الالتفاتة التي لم يتوقعها حتى من أقرب الناس إليه وعبر عن غبطته واعتزازه بهذا التكريم الذي أزال عنه كرب المرض وحرقة النسيان والتعتيم، وهو الذي يلقى صعوبة كبيرة في المشي مما دفع بمدير الجريدة بالتكفل بشراء عربة عصرية تمكن المكرم ، من هجرة البيت ولو لهنيهة بغية التشبث بالأمل والنظر إلى قدر الله ، فبفضله تعالى لايمكن أن ينسى من قدم أشياء لاتنسى , " إن الله مع الصابرين " صدق الله العظيم قالها سي قاسم أجداين وهو في قمة التأثر ، كما قدم التهاني لرئيس الجماعة الحضرية الدكتور عمر حجيرة بمناسبة إختياره شخصية السنة نظرا لتواصله الدائم مع كافة شرائح المجتمع وتم تسليم الشهادة التقديرية للسيد قاسم أجداين من طرف باشا مدينة وجدة الذي بمجرد تعيينه أبى إلا أن يجسد ثقافة العهد الجديد في التعامل مع المواطنين ولهذا تجده في خدمة الكل , وفي أتم الاستعداد لتقديم المساعدة لكل من دق باب السلطة أو لم يقصدها ، وما حضوره وتفاعله مع فقرات الحفل إلا دليل على تشبعه بقيم التواضع والوطنية الذي دعا صاحب الجلالة في ترسيخها من لدن ممثلي السلطة في تعاملهم مع المواطنين ، كما تم تكريم السيد أحمد فراجي رئيس جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي عمالة وجدة. ومن أجل استشراف المستقبل ، ومن أجل الدفع بالجيل الجديد لتكرار ملاحم الأمس ، قامت الجريدة كذلك بتكريم البطل المغربي عبد الإله بوكرارة بطل المغرب مرتين ، وبطل ألمانيا واللاعب الدولي في صفوف المنتخب الوطني للملاكمة ، والذي تسلم شهادة التكريم والده في غيابه نظرا لإلتزاماته خارج الوطن ، والبطل عبد الإله بوكرارة ينتمي لعدة أبطال شرفوا مدينة وجدة والجهة الشرقية في المحافل الوطنية و الدولية، وكانت أصغر المكرمات الأيقونة السمراء ويبدو أن الصدف أبت إلا أن تجمع هاته البطلة الواعدة و البشوشة والتي تعتبر مستقبل الرياضة الوجدية و الوطنية، إنها ليالي تكريم ذوي البشرة السمراء و الأيادي البيضاء في إعلاء راية المغرب و المغاربة، بقلوب يملأها حب الوطن و التضحية من أجل رفعة المغرب و المغاربة، إنها البطلة الحاصلة على ميداليتين ذهبيتين بالبطولة العربية الجامعية بمصر وكذا حصولها على لقب البطولة المغربية في ألعاب القوى. وبعد ذلك مر الحفل لفقرة الفكاهة و المرح حتى يبتهج الحضور في يوم خالد ملأ الحبور فيه كل محيا الحاضرين، حيث قدم الفكاهي الوجدي المتميز وصلة فكاهية تفاعل معها الجمهور بمرح وتصفيق حارين. لحظة تكريم الدكتور عمر حجيرة كشخصية السنة والمجلس البلدي يمنح الفيلالي المفتاح الفخري للمدينة لتأتي اللحظة التاريخية والتي تشكل سابقة يجب الوقوف عندها كثيرا، إنها لحظة تصالح الإعلام و المواطنين مع ممثليهم في المجالس البلدية والبرلمان، إن عهد جلالة الملك الذي ذوب سوء الفهم بين المواطن وممثليه وأعطى مفهوما جديدا للسلطة إن سلطة القرب وثقافة التواصل، ولهذا وبإجماع كل المواطنين عبر صبر الآراء قامت بت الجريدة، اختير الدكتور الشاب المليء بالحيوية ومقارعة الصعاب من اجل إن يكون مستوى تطلعات مواطني مدينة وجدة انه البرلماني ورئيس الجماعة الحضرية الدكتور عمر حجيرة. الذي تم عرض شريط خاص يبرز بجلاء عملية حرق المراحل التي قام بها السيد عمر حجيرة في الوصول إلى قلوب الوجديين و الوجديات، عن طريق لغة التواصل و القرب و العطاء وتقدم نائبه السيد نور الدين الزرزور لتسلم شهادة تقدير وقع فيها مجموعة من الشخصيات السياسية و الإعلامية والرياضية عرضا لما قدمه لمدينة وجدة في كل المجالات. كما تم تسليمه شهادة تقديرية بمناسبة اختياره شخصية السنة، ليتقدم رئيس ديوانه السيد اليوسفي ليلقي رسالة اعتذار من الرئيس عمر حجيرة الموجود في الرباط لالتزامات برلمانية، وكذا لاستعداده لتمثيل المغرب رفقة وفد برلماني مغربي، في البرلمان الاروبي في ستراسبورغ ومما جاء في مضامين الرسالة أن السيد عمر حجيرة يثمن مجهود الإعلام الجهوي الذي يتجاوب مع ورش الجهوية الموسعة التي أصبحت مطلبا ملحا لتحقيق المشروع الحداثي الكبير، كما عبر عن تقديره لعطاءات اللاعب الأسطورة سي محمد الفيلالي. ودعا الكل للتجند من أجل وضع مدينة وجدة في المكانة التي يريدها لها صاحب الجلالة نصره الله، متمنيا في الأخير التوفيق للرياضة و الرياضيين الوجديين ودعمه الكامل لهم ماديا ومعنويا في مشوارهم الذي يشرف المدينة. فيما عبر نائبه السيد نور الدين الزرزورالذي سلم مفتاح المدينة للاعب الدولي سي محمد الفيلالي، كما عبر عن امتنانه عن اختيار المواطنين للسيد عمر حجيرة شخصية السنة والذي بتكريمه هذا هو تشجيع لكل المستشارين الذين يمثلون الساكنة، فتكريم السيد عمر حجيرة هو تكريم لكل المستشارين على حد تعبير السيد نور الدين الزرزور الذي أبى إلا أن يحضر هذا الحفل وهو الشخص المحبوب في الأوساط الوجدية، وقبل الوصول إلى اللحظة التي ستكتب بحروف من ذهب في تاريخ الرياضة الوجدية وتاريخ جريدة الجسور، تقدم العديد من الوجوه الرياضية و السياسية بأسئلة للنبش في ذاكرة العملاق سي محمد الفيلالي وكعادته أجاب بكل تلقائية على كل الأسئلة الموجهة إليه بروح مرحة وبغبطة تعبر أقصى تعبير عن فرحه بهذا اليوم المبارك حيث سأله العديد من اللاعبين الذين تدربوا على أيديه كاللاعب الدولي السابق سعيد الطاهري اللذان تبادلا النبش في طرائف المنتخب على طريقتهم الخاصة، كما تمت تحيته والشد على يديه على إنجازاته من طرف رئيس فريق المولودية الوجدية للريكبي السيد الطاهربوجوالة، الذي ذكره بالأيام الجميلة التي كانت تعيش على وقعها الرياضة الوجدية ومدينة وجدة بصفة عامة، عندما كان يتم إغلاق كل الدروب من أجل لعب مباريات في أزقتها، كما سأله عن الهدف الخرافي الذي سجله في مقابلة مصر عن طريق العقب، فأجاب أنه لعب للمولودية الوجدية في سن 17 سنة ولهذا لم يلعب في الأزقة كثيرا، أما عن الهدف الخرافي فأجاب قائلا: أنه بعد تسجيله لذلك الهدف الأسطوري في مرمى مصر أصبح الكل يريد محاكاته ويصرح انه يريد التسجيل على طريقة سي محمد الفيلالي، كما ذكره احد المتدخلين بالمقابلة التي جمعت منتخب المغرب العربي الذي كان يمثل المغرب فيه إضافة إلى الفيلالي فرس ولاعبين آخرين، ضد أرمدة من نجوم كرة القدم الإعلامية، كما كان للعنصر النسوي حصته في النبش في ذاكرة سي محمد الفيلالي، حيث فاجأته إحدى المتدخلات قائلتا: إذا لم تكن لاعبا لكرة القدم ماذا كنت تريد أن تكون، وعلى الطاير وبدون لغة الخشب و الكلام الجاهز و المستهلك، أجابها أنه على الأقل لا يريد أن يكون طبيبا،وأضاف أنه يعني ما يعني بهذا الكلام، لأنه يكره الأطباء، وكان آخر المتدخلين السيد الزرزور حيث يبدو أن لهما ما يقولانه اتجاه هذا العملاق. كما شارك الإخوة الصحافيين في طلب رأيه في فريق المولودية الوجدية الحالي، حيث أجاب أنه لا يوجد لاعب في المستوى في الفريق الحالي وهو يتأسف لطريقة التسيير الحالية وعلى الوضع الذي وصل إليه الفريق، كما شدد على انه لا يحسب لا على المكتب المسير ولا على من يسمون أنفسهم بالحركة التصحيحية، بل انه يحسب على فريق المولودية الوجدية كتاريخ و كفريق يتمنى له الصعود و العودة للتألق. وكانت كل إجابته تنم عن صراحة قلت في جيلنا الحالي وفي كل الذين يتملقون وتجد كلامهم كله نفاق في رياء في كذب... وبعد هذا الأخذ والرد بين الحضور و السيد محمد الفيلالي، أبت إحدى الفرق الوجدية التي تغني على طريقة المشاهب إلا أن تشارك في هذا الحفل الكبير فكانت الأصالة هي عروسة الحفل بدون منازع. اللحظة الحاسمة: تكريم لاعب القرن محمد الفيلالي لتأتي اللحظة الحاسمة، وأي تعبير يشفي غليل كل من يعرف هذا الرجل، الخلوق في إنسانيته، و الوطني في عطائه و المؤمن بالقدر وهو الذي قال أنه ليس نادما على أي شيء، إنه الإيمان، وإنها القناعة وتلكم صفات الأساطير. نعم وقف الكل والقاعة تمتلئ زغاريد في يوم من أيام مدينة وجدة. في لحظة تقول بأعلى صوت التاريخ رجل لا ينسى، نعم إن سي محمد الفيلالي ذاكرة رياضية يجب تدوينها وعندما تختلط الرياضة بالأخلاق فالنتيجة هي الخلود. تقدم مدير الجريدة الحاج موسى رشيدي لتقديم تذكار التكريم رفقة باشا المدينة الذي سلمه تأشيرة العمرة التي نتمناها أن تكون فرصة أخرى لتجديد التقرب لله. ألا فإن الفضائل تأتي للصابرين من حيث لا يدرون، هكذا قال سي محمد الفيلالي الذي لم يكن يخطر له هذا التكريم الخرافي في البال، بل قال إن القدر كفيل بلئم الجراح، صفق الكل لدقائق طوال وهم في شدة الفرحة والتأثر لحضورهم لهذا التكريم الذي سيشكل لا شك سنة ستكرر كل سنة تمر من عمر جريدة فتية بهرت الكل في وقت وجيز بنجاحها في القيام برسالتها الإعلامية الجادة. ورغم الاكراهات المادية و الزمنية، الذاتية و الموضوعية، ورغم قلة القراء، فإن تضحية طاقم الجريدة وخصوصا جنود الظل الذي يتقدم الأخ الخدوم الكتوم محمد شقرون مخرج الجريدة و الأخت زكية قاسمي سكرتيرة الجريدة و الأستاذة كريمة قادري مهندسة الجريدة ومن مؤسسيها وطبعا أستاذي الكبير سي محمد العثماني، وأخيرا وليس أخرا إمبراطور الصحافة الجهوية، الجسور المقدام الذي لا يخاف الحاج أستاذنا سي موسى رشيدي.