انتقل التشنج الحاصل بين المغرب والجزائر إلى المناطق الحدودية، على التماس مع المنطقة العازلة بين ترابي الدولتين، حيث شهد الشريط الحدودي بين البلدين، قرب السعيدية، العديد من "المناوشات" بين جزائريين ومغاربة، حسب ما ذكرته مصادر إعلامية جزائرية. وتبادل بعض الجزائريين ونظرائهم المغاربة، قرب المنطقة العازلة، العديد من الاتهامات المتبادلة مع رفع الرايات الوطنية لكلا البلدين، قبالة "واد كيس" الفاصل بين التراب المغربي والجزائري قرب مدينة وجدة. وحسب ذات المصادر الإعلامية، فقد تراشق الطرفان بالحجارة فيما حاول غاضبون من الجزائر العبور نحو التراب المغربي باتجاه مركز مغربي لمراقبة الحدود، قبل أن يتدخل الدرك الجزائري وعناصر حرس الحدود للإحالة دون ذلك. هذا في الوقت الذي ذكرت نفس المصادر أن بعض الجزائريين حاولوا حرق العلم المغربي بعد أن تصاعدت وتيرة الاحتجاج، قبل أن يعمل الأمن من الجانبين على منع التجمهر أمام المنطقة العازلة قرب مرسى بن مهيدي بالشمال الغربي لولاية تلمسان المحاذية لمدينة السعيدية المغربية. وتمر العلاقة المغربية الجزائرية من فترة جمود شبه تام بعد الخلافات التي نشأت بعد خطاب بوتفليقة لمؤتمر "أبوجا" بنيجيريا، الذي تحدث فيه عن حقوق الإنسان في الصحراء المغربية، وهو ما رد عليه الملك محمد السادس في خطاب الذكرى 38 للمسيرة الخضراء بالتأكيد على "أنّ لا أحد يمكنه إعطاء الدروس للمغرب في حقوق الإنسان" في إشارة للجزائر، مشيرا في نفس الوقت إلى أن من يريد أن يزايد على المغرب "عليه أن يهبط إلى تندوف (جنوبالجزائر) والمناطق المحيطة بها، لمشاهدة الخروقات المتوالية لحقوق الإنسان".