واشنطن، - سوف يغادر جون كيري ممثل ولاية ماساتشوستس في مجلس الشيوخ الأميركي مقعده في المجلس، حيث كان يقدم المشورة ويشارك في الموافقة على السياسة الخارجية الأميركية، وينتقل إلى وزارة الخارجية، حيث سيقوم بتنفيذ السياسة الخارجية للولايات المتحدة. فقد وافقت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في 29 كانون الثاني/يناير بالإجماع على اختيار كيري الوزير القادم للخارجية، وبعد بضع ساعات من موافقة اللجنة صوّت مجلس الشيوخ بكامل أعضائه وبأغلبية ساحقة لتثبيت تعيينه في هذا المنصب. في كلمة له بعد التصويت على تأكيد تعيين كيري، قال الرئيس أوباما: "لقد ساهمت المسيرة المهنية لجون في إعداده لتولي زمام الدبلوماسية الأميركية في السنوات المقبلة بدءًا من خدمته في فيتنام التي استحق بسببها الأوسمة ووصولاً إلى عشرات السنوات التي قضاها في مجلس الشيوخ وكان خلالها مناصرًا للزعامة الأميركية العالمية." ومن المقرر أن تغادر الوزيرة هيلاري رودام كلينتون منصبها في الأول من شباط/فبراير. وكان كيري قد أظهر في جلسة تثبيت ترشيحه في 24 كانون الثاني/يناير معرفة واسعة بقضايا السياسة الخارجية، مستقاة من العمل في لجنة العلاقات الخارجية منذ عام 1984. ونظرًا لكونه ابن دبلوماسي أميركي، فقد انغمس كيري طوال حياته في السياسة الخارجية، وأظهر استيعابه الكامل لها عندما ترشح للرئاسة عن الحزب الديمقراطي في عام 2004. ومنذ عام 2007 ترأس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، وكان مؤيدًا ومناصرًا قويًا للسياسة الخارجية للحكومة خلال الفترة الأولى لولاية الرئيس أوباما. خلال ذلك الوقت، قاد كيري في مجلس الشيوخ جهود عملية التصديق على معاهدة للحد من الأسلحة مع روسيا، كما تولى مهام دبلوماسية حساسة ممثلا البيت الأبيض لدى كل من أفغانستان وباكستان والسودان. تحدث كيري إلى زملائه في مجلس الشيوخ خلال جلسة تأكيد تعيينه قائلا إن "السياسة الخارجية في الوقت الراهن، وأكثر من أي وقت مضى، هي سياسة اقتصادية. فالعالم يتنافس على الموارد والأسواق العالمية." ثم أضاف أن الأزمة المالية الأميركية تشكل "الأولوية القصوى" التي تحتاج إلى حل لأن الولاياتالمتحدة لا يمكنها أن تكون قوية في العالم ما لم تكن قوية في الداخل. وأوضح كيري أن السياسة الخارجية تعالج مجموعة واسعة من القضايا، وعليه فيجب الاستفادة من العديد من الأدوات. وأشار إلى أن سلامة الاقتصاد، والقضايا البيئية والديموغرافية، والانتشار النووي، والفقر، والأمراض الوبائية، واللاجئين، والنزاعات، ومتطلبات التكنولوجيا الجديدة، جميعها "مرتبطة ارتباطًا لا ينفصم." وقال إنه في كثير من بلدان العالم، بدأت الشرائح السكانية من الشباب في مقتبل العمر، والتي تفتقد الوظائف والفرص والحقوق والحريات الفردية، في التمرد على سنوات من الحرمان والإذلال". وأكد كيري أنه، بصفته وزيرًا للخارجية، سوف يواصل إثارة قضايا حقوق الإنسان والدفع باتجاه المزيد من التسامح الديني، والمساواة بين الجنسين، والمساواة العرقية، ووضع حد للفساد. ومن المتوقع أن يكون كيري قادرًا على العمل بفعالية مع الكونغرس نظرًا لخدمته الطويلة في مجلس الشيوخ على مدى 28 عامًا. وقد أشاد بخبرته السناتور روبرت مننديز عن ولاية نيو جيرزي قائلا :"لقد بنيتَ بالفعل علاقات قوية مع زعماء دول العالم، سوف تساعدك في ممارسة دورك وزيرًا للخارجية بيسر وسلاسة. فأنت لن تحتاج إلى تعريف قادة العالم السياسيين والعسكريين بك، وسوف تبدأ يومك الأول وأنت ملم إلمامًا كاملا ليس فقط بتعقيدات السياسة الخارجية الأميركية، ولكن أيضًا بفهم واستيعاب النهج الحساس اللازم للتواصل بشكل فعال على المسرح الدولي." وقال السناتور بوب كوركر عن ولاية تينيسي، وهو العضو الأطول خدمة في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ: "ليس هناك أحد تقريبًا" أمضى الكثير من الوقت والجهد مثل كيري في صقل خبرته في مجال السياسة الخارجية.