مكتب المتحدث الرسمي 5 كانون الأول/ديسمبر، 2012 تصريحات وزيرة الخارجية هيلاري رودام كلينتون في مؤتمر صحفي 5 كانون الأول/ديسمبر، 2012 مقر حلف شمال الاطلسي بروكسل، بلجيكا الوزيرة كلينتون: حسنًا، أسعدتم مساءً. حسنًا، يصادف هذا اليوم آخر يوم أحضر فيه مؤتمر وزراء خارجية حلف شمال الاطلسي. لقد قضيت وقتًا طويلاً في هذا المبنى خلال السنوات الأربع الماضية، وأعتقد أنه كان وقتًا أمضيته بصورة جيدة. لقد حقق التحالف خطوات كبيرة، ورأينا، فقط خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، طول المسافة التي تستطيع الدول الأعضاء أن تقطعها عندما نعمل يدًا بيد. ويثبت هذا، مرة أخرى، سبب كون هذا التحالف أحد أكبر القوى للمحافظة على الأمن والاستقرار في التاريخ. ويوم أمس، توصلنا خلال اجتماع مجلس حلف شمال الأطلسي إلى قرار لتعزيز القوة الدفاعية الجوية التركية للحماية من التهديد المحتمل بالصواريخ الباليستية من جانب سوريا ولتدعيم التزامنا بأمن تركيا. وتتوقع الولاياتالمتحدة أن تساهم في هذه المهمة الأساسية لحلف شمال الأطلسي. وفي اجتماع يوم أمس لمجلس الناتو -روسيا، استعرضنا تعاوننا الواسع النطاق مع روسيا في أماكن كأفغانستان، وتحدثنا بصراحة أيضَا حول مجالات الاختلاف التي لا تزال قائمة بين ناتو وروسيا، ومن بينها سيادة ووحدة أراضي جورجيا وضرورة تحقيق عملية انتقالية سياسية في سوريا. وفي اجتماع اليوم مع شركائنا في قوات المساعدة الأمنية الدولية لأفغانستان من غير الأعضاء في ناتو، استعرضنا الوضع على الأرض في أفغانستان مع مواصلة العمل على تنفيذ عملية الانتقال في عام 2014، عندما ستتولى القوات الأمنية الوطنية الأفغانية كامل المسؤولية عن الأمن في أفغانستان، ومع بقاء القوات الأميركية وقوات المساعدة الأمنية الدولية في دور داعم. وناقشنا الحاجة إلى وجود آلية ناجعة وشفافة وتخضع للمساءلة من أجل توجيه مساهمات المجتمع الدولي إلى القوات الأفغانية. وفي اجتماع لجنة ناتو - جورجيا هذا الصباح، واصلنا محادثتنا مع جورجيا حول كيف يمكنها الاستمرار في تحقيق التقدم لدخول حلف ناتو، ولا سيما من خلال مواصلة تقوية المؤسسات الديمقراطية لديها، وإصلاح قواتها العسكرية، والمساهمة في أمننا المشترك. وإذا عدتم خطوة إلى الوراء لإلقاء نظرة على جميع القضايا المهمة التي غطيناها خلال اجتماع وزاري واحد هنا في منظمة ناتو، فإنكم ستكتشفون مرة أخرى مدى أهمية تحالفنا. فبعد انقضاء ما يزيد عن 60 عامًا، يستمر هذا التحالف في المحافظة على أمننا، فهو يوحي بالأمن والاستقرار على الصعيد العالمي. ومن خلال شراكاتنا، نستطيع أن نبذل المزيد من الجهود في عدد أكبر من الأماكن. وأما بالنسبة للولايات المتحدة، فإننا نجد أنه من المفيد للغاية أن نكون قادرين على التشاور عن كثب مع حلفائنا الأوروبيين حول التحديات بدءًا من سوريا إلى الشرق الأوسط وكوريا الشمالية. عندما أعود بالتفكير حول السنوات الأربع الماضية وكل ما أنجزناه معًا، أرى بالفعل أنها كانت مثيرة للإعجاب: مؤتمرات قمة في ستراسبرغ ولشبونة وشيكاغو ولدت نتائج جوهرية، ومنها مفهوم استراتيجي جديد لتوجيه حلف ناتو في القرن الحادي والعشرين، وعملية رئيسية ناجحة في ليبيا، وخطة لحماية جميع حلفائنا من الصواريخ البالستية، وحوار جوهري متجدد مع روسيا بعد أن كان مجمدًا، وتخطيط المسار للعملية الانتقالية في أفغانستان، وبالتأكيد، توسيع التحالف ليشمل ألبانيا وكرواتيا. وبالتالي، فإن الولاياتالمتحدة تعرب عن امتنانها لمنظمة حلف شمال الأطلسي. وإننا نعتقد بأن وجوده لا يزال ضروريًا أكثر من أي وقت مضى، ولذا فإننا نعتقد بأنه ينبغي علينا جميعًا أن نستمر في الاستثمار فيه، سياسيًا وماليًا ودبلوماسيًا، وأن نعلم شعوبنا ما يفعله حلف ناتو، إذ أن بقيمة هذه الاستثمارات تستحق كل هذا العناء. وأخيرًا، من الناحية الشخصية، أشعر باعتزاز كبير للعمل مع الأمين العام راسموسين والفريق الاستثنائي هنا في مركز حلف الأطلسي، سوية مع زملائي في وزراء الخارجية. وأشكرهم جميعًا لعلاقات العمل الممتازة التي تمتعنا بها خلال السنوات الأربع الماضية. السيدة نولاند: سوف نتلقى ثلاثة أسئلة اليوم. ونبدأ مع براد كلابر من الاسوشيتد برس، تفضل. سؤال: نعم. شكرًا. السيدة الوزيرة، لقد تحدثت أنت، ومستشار الأمن القومي دونيلون مع نظرائكما المصريين حول العملية الدستورية المصرية، ولكنكما لم تبديا أي قلق علني، على الرغم مما حذر منه بعض المسؤولين في حكومتكم حول محاولات في صيغة الدستور الجديد للتراجع عن حقوق المرأة والأقليات الدينية وحرية التعبير والصحافة. السيدة الوزيرة، ما هي أوجه القصور التي ترينها في صيغة الدستور، وما هي التداعيات في حال أصبح الدستور نافذ المفعول على العملية الانتقالية الديمقراطية؟ شكرًا لك. الوزيرة كلينتون: حسنًا، برادلي، اسمح لي أولاً أن أقول بأننا نراقب عن كثب وبقلق هذه العملية خلال تكشفها في القاهرة. وعبّرنا عن ذلك مرارًا خلال الأسابيع الماضية لأن الشعب المصري نزل إلى الشوارع قبل عامين لأنهم أرادوا تغييرًا ديمقراطيًا حقيقيًا. ولذلك – فهم أنفسهم، وليس الأميركيون، وليس أية جهة أخرى سوى الشعب المصري، يستحقون دستورًا يصون حقوق جميع المصريين، رجالاً ونساءً، مسلمين ومسيحيين، ويضمن أن تحافظ مصر على جميع التزاماتها الدولية. وهم أيضًا يريدون ويستحقون بالفعل عملية دستورية مفتوحة وشفافة ونزيهة وليست حكرًا لمجموعة على حساب المجموعات الأخرى. وهكذا، فإن الاضطرابات التي نشهدها الآن، ومرة أخرى في شوارع القاهرة والمدن الأخرى، تشير إلى أن هناك حاجة ماسة لإجراء حوار، ويجب أن يكون حوارًا ثنائيًا، وليس حوارًا يتحدث فيه جانب واحد إلى الجانب الآخر، بل حوار حقيقي يتم فيه بكل احترام تبادل الآراء وهواجس المصريين أنفسهم حول العملية الدستورية وحول جوهر الدستور الجديد. كما أن من المهم أيضًا السماح للمحاكم المصرية بالعمل خلال هذه الفترة. ولذلك إننا ندعو جميع الأطراف المعنيين في مصر لتسوية خلافاتهم عن طريق الحوار الديمقراطي، وندعو قادة مصر إلى التأكد بأن الحصيلة النهائية تحمي الوعد الديمقراطي للثورة لجميع المواطنين في مصر. وفي نهاية المطاف، فإن الأمر متروك للشعب المصري لرسم طريقه إلى الأمام. ولكننا نريد أن نرى عملية تشمل الجميع وحوارًا مفتوحًا بالفعل أمام التبادل الحر لوجهات النظر التي من شأنها أن تعزز العملية الديمقراطية في مصر. السيدة نولادن: السؤال التالي من جاويد حميم من وكالة الأنباء باجهوك، أفغانستان. تفضل. الوزيرة كلينتون: أوه، هنا؟ هنا. سؤال: شكرًا لك. ما هي آخر التطورات في المفاوضات حول الاتفاقية الأمنية الثنائية مع أفغانستان، وما تأثيرها على المفاوضات وعملية المصالحة؟ الوزيرة كلينتون: حسنًا، أعتقد بأننا انطلقنا في بداية مثمرة حول الاتفاقية الأمنية الثنائية. وهي، كما تعرف، تأتي بعد اتفاقية الشراكة الإستراتيجية التي وقعناها مع أفغانستان في أيار/مايو الماضي. ومع إطلاق المحادثات حول الاتفاقية الأمنية الثنائية، أجرينا الجولة الأولى من المفاوضات في 15 تشرين الثاني/نوفمبر. اتفقنا على تاريخ لإجراء الجولة المقبلة بهدف إبرام اتفاقية خلال عام. وتبين هذه المحادثات فعلاً التزامنا تجاه أفغانستان ما بعد عام 2014، التي تستطيع أن تضمن أمنها واتجاه عملية سياسية قادرة على دفع أفغانستان أكثر باتجاه الديمقراطية والاستقرار وتحترم حقوق جميع الأفغان، وتضع كتابيًا نص الشراكة بين الولاياتالمتحدةوأفغانستان. كما نستمر في دعم عملية المصالحة التي يقودها ويتملكها الأفغانيون أنفسهم. وفي نهاية المطاف، إننا نعتقد بإمكانية وجود حل سياسي للنزاعات المستمرة بين الأفغان. وهكذا، فإن الولاياتالمتحدة تدعم بقوة هذه العملية ويسرنا جدًا أن نراها تحقق التقدم. ونعتقد أن الأمرين يعززان ذلك، لأننا نريد أن يعرف الجميع في المنطقة بأن الولاياتالمتحدة مصممة على الوقوف إلى جانب شعب أفغانستان، ونريد أن نرى أن جميع الأفغان يشاركون في العملية السياسية، ويلقون أسلحتهم جانبًا، ويشجبون العنف بصورة مطلقة، ويعملون سوية من أجل تحسين بلادهم. السيدة نولاند: السؤال الأخير اليوم من الكسندرا ماير من وكالة الأنباء الألمانية. سؤال: هنا، السيدة الوزيرة. فقط للعودة إلى موضوع صواريخ الباتريوت، ما مدى قلقك بأن نشر هذه الصواريخ قد يزيد بالفعل من حدة التوتر في المنطقة بدلاً من تهدئة الوضع؟ وهل الولاياتالمتحدة مستعدة للذهاب إلى أبعد من ذلك في حال تّم استخدام الأسلحة الكيميائية داخل سوريا أو ضد جيرانها؟ شكرًا لك. الوزيرة كلينتون: حسنًا، أولا، أعتقد أن اتخاذ القرار بنشر صواريخ باتريوت يشكل انجازًا عظيمًا لحلف ناتو، لأنه ينسجم كثيرًا مع مبدأ التضامن بين جميع أعضاء الحلف. وإنه قرار اتخذ لأغراض دفاعية، وهذا موضّح تمامًا في البيان الذي اتفقنا عليه. إنه يهدف فقط للدفاع عن تركيا. ولن يكون له أي غرض هجومي أو أي غرض آخر. ولا أعتقد أنه يعطي بالضرورة أي اهتمام أكبر إلى المأساة التي تتكشف في سوريا، ولكنه يبعث برسالة واضحة إلى السوريين تقول لهم بأن تركيا لديها الدعم الكامل من جميع حلفائها في ناتو. وأود أن أردد مرة أخرى ما قلته يوم الاثنين وما قاله الرئيس أوباما مرارًا، بأننا عبرنا عن وجهات نظرنا بوضوح تام للسوريين، وللمجتمع الدولي من خلال قنوات متنوعة- عامة، وخاصة، ومباشرة، وغير مباشرة- بأن المجتمع الدولي بأسره موحد حول هذا الوضع. وإن هواجسنا تتمحور حول احتمال لجوء هذا النظام اليائس، إلى استعمال الأسلحة الكيميائية أو احتمال أن يفقد السيطرة عليها فتصل إلى أيدي إحدى المجموعات العديدة التي تعمل حاليًا في سوريا. لذا، وكجزء من وحدتنا التامة حول هذه المسألة، فقد بعثنا برسالة واضحة بأن مثل هذا الاستعمال يتخطى الخط الأحمر وبأنه سيتم إخضاع المسؤولين عنه للمحاسبة. ونحن مصممون على جعل وجهة نظرنا جليّة إلى أكبر حد ممكن. والآن، وفي نهاية المطاف، ما ينبغي علينا التفكير به هو العملية الانتقالية السياسية في سوريا، التي يجب أن تبدأ في أسرع وقت ممكن. والآن بعد أن تشكلت المعارضة الجديدة، سوف نستمر في عمل كل ما بوسعنا لدعم هذه المعارضة. وإنني أتطلع قُدمًا إلى اجتماع أصدقاء الشعب السوري الأسبوع المقبل في مراكش، حيث سنبحث سوية مع بلدان تفكر بنفس الطريقة ما يمكننا القيام به لمحاولة وضع نهاية لهذا النزاع. ولكن ذلك يتطلب أن يتخذ نظام الأسد القرار بالمشاركة في العملية الانتقالية السياسية، ووضع حدّ للعنف الممارس ضد شعبه. ونأمل أن يفعلوا ذلك لأننا نعتقد، كما تعرف، بأن سقوطه أمر محتوم. إنها مجرد مسألة كم من الناس سيموتون قبل حلول ذلك التاريخ. إذًا، هناك قلق كبير حول سوريا هنا في التحالف، ولكن هناك تضامًا كبيرًا للدفاع عن تركيا ولبعث برسالة واضحة إلى نظام الأسد ولمحاولة العمل من أجل قيام ذلك اليوم الذي يمكننا أن نرى فيه النزاع وقد حطّ أوزاره. السيدة نولاند: شكرًا لكم جميعًا.