قال الخبير الهندي في الشؤون الإفريقية، سوريش كومار، اليوم الثلاثاء، إن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، خلال الدورة الثامنة والعشرين للمنظمة الإفريقية المنعقدة حاليا بأديس أبابا، تشكل إضافة نوعية لجهود التعاون جنوب – جنوب بين بلدان القارة السمراء. وأوضح كومار، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء بنيودلهي، أن عودة المغرب إلى العائلة المؤسسية الإفريقية من شأنها أن تمنح نفسا جديدا للقارة، فضلا عن أنها تعكس الجهود التي مافتئت تبذلها المملكة من أجل إفريقيا متطورة وموحدة وفي منأى عن مختلف الأخطار التي تتهدد أمنها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والروحي.
وأشار الخبير الهندي إلى أن المغرب لم يقطع أبدا صلاته مع إفريقيا على الرغم من مغادرته لمنظمة الوحدة الإفريقية في سنة 1984، مضيفا أن "المملكة حافظت على علاقات الصداقة والتعاون التي تجمعها بالدول الإفريقية، بل وساهمت في تعزيزها وتطويرها على أسس متينة ووفق استراتيجية شراكة قائمة على أساس رابح – رابح".
وأوضح كومار، الذي يعمل أيضا رئيس قسم الدراسات الإفريقية بجامعة نيودلهي، أن "هذه العلاقات تعززت بشكل متين في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي عمل على إرساء إصلاحات داخلية مهمة وإطلاق العديد من المبادرات والمشاريع الهيكلية الكبرى، التي مكنت من إحداث طفرة مهمة في عدد من المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية" .
وأشار الخبير الهندي إلى أن "جلالة الملك عمل على تبادل هذه المبادرات والمشاريع الناجحة مع عدد البلدان الإفريقية الصديقة وتسريع وتيرتها وتوسيع نطاقها لتشمل مجالات متنوعة ومناطق أخرى، من خلال الانتقال إلى إرساء شراكات استراتيجة واستكشاف آفاق التعاون مع وجهات جديدة مثل نيجيريا وإثيوبيا ورواندا، ما جعل المغرب ثاني أكبر مستثمر في القارة الإفريقية" .
وفي هذا الإطار، أبرز كومار أن المغرب وقع عددا من الاتفاقيات المهمة لفائدة تعزيز التعاون مع بلدان القارة، من أهمها مشروع إنجاز المنصة المندمجة لإنتاج الأسمدة في إثيوبيا باستثمار إجمالي بلغ 3.7 مليار دولار، ومشروع إنجاز خط إقليمي لأنابيب الغاز سيربط الموارد الغازية لنيجيريا بموارد العديد من بلدان غرب إفريقيا والمغرب .
وأضاف أن المغرب يعد مثالا يحتذى في مجال دعم قيم الإسلام الوسطي، الذي يبرز اليوم أكثر من أي وقت مضى كعامل مهم في التصدي للأفكار المتطرفة وإرساء أجواء الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها، مبرزا أن المملكة اكتسبت كذلك اعترافا دوليا في مجال مكافحة الإرهاب، بعدما تمكنت دول أوروبية من تفادي أحداث إرهابية خطيرة بفضل التنسيق والدعم الذي أبانت عنه الأجهزة الأمنية المغربية.
وشدد كومار على أن الحضور الوازن لجلالة الملك محمد السادس، خلال أشغال الدورة الثالثة لمنتدى "الهند – إفريقيا"، التي احتضنتها العاصمة الهنديةنيودلهي في أكتوبر 2015، يعد إشارة قوية واضحة على الالتزام القوي للمغرب والمقاربة الجديدة التي تميز سياسته الخارجية بخصوص القارة الإفريقية.
وأعرب الخبير الهندي عن يقينه أن المغرب، تحت القيادة المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس، سيواصل مساهماته القيمة في بناء الاتحاد الإفريقي وتقديم مختلف أشكال الدعم لأشقائه في القارة الإفريقية، التي تزخر بموارد طبيعية وبشرية غنية، لكن تعترضها صعوبات ناجمة عن عدم الاستقرار السياسي والأزمات الاقتصادية، ما يشكل مجالا خصبا للتطرف والإرهاب والجريمة المنظمة.