مواطنون منحدرون من أقاليمنا الصحراوية أعلنوا عن تشكيلهم للجنة تحضيرية دعت إلى جمع عام لتأسيس جمعية أطلق عليها اسم "جمعية جسور التواصل الصحراوية"، وتقرر أن تحتضن رئاسة جامعة المولى إسماعيل بمكناس، بعد زوال يومه السبت 21 نونبر، هذا الجمع التأسيسي. وضمن مشروع القانون الأساسي اقترحت اللجنة التحضيرية أن تتخذ الجمعية رمزا يميزها ويكون عبارة عن رسم واحات وجبال ويدين متصافحتين، وهو رمز يحمل في طياته الكثير من الدلالات الوطنية. وستعمل الجمعية بمبادئ سبعة هي: الهوية المغربية، المواطنة، الديمقراطية، الأصالة، الانفتاح، المسؤولية، والتضامن. ومن ضمن أهدافها، بحسب مشروع قانونها الأساسي، دعم المبادرة الملكية للحكم الذاتي بالصحراء المغربية، وترسيخ روح المواطنة والديمقراطية والانفتاح على الثقافات والقيم الإنسانية مع الحفاظ على الهوية المغربية، ونشر ثقافة التضامن والديمقراطية والحكامة الجيدة والتربية على المواطنة وحقوق الانسان، والاهتمام بقضايا الشباب والمرأة والطفولة مع تأهيلهم للمشاركة في التنمية، ثم المشاركة في تطوير العمل الثقافي والرياضي وتشجيع السياحة، والاسهام الفعلي في جميع المبادرات الوطنية للتنمية البشرية لفائدة البلاد. وفي اتصال هاتفي ل"الاتحاد الاشتراكي" بعضو من اللجنة التحضيرية لهذه الجمعية، حميد التكني، أوضح هذا الأخير دواعي تأسيس هذا الإطار في سبيل خلق جسر من التآزر والالتحام بين المنحدرين من أقاليمنا الصحراوية، بهدف التصدي لكل المرتزقة الذين يخدشون الكرامة المغربية ويعمدون الى المساس بالوحدة الترابية. ولم يفت عضو اللجنة التحضيرية التنديد بالمغامرات الصبيانية التي تعمد الى استغلال مناخ الديمقراطية وحقوق الإنسان الذي ينعم به المغرب للمس بثوابت الوطن والتآمر ضد سيادته ووحدته ومقدساته، مذكرا في الوقت ذاته بمضامين الخطاب الملكي الموجه إلى الشعب في ذكرى المسيرة الخضراء، و الذي أكد فيه جلالته على أن "سلاحنا الأساسي هو متانة الجبهة الداخلية، وتعزيز التطور الديمقراطي والتنموي، بإرادة سيادية وطنية"، ودعا خلاله جلالة الملك كل الهيآت السياسية والنقابية، والجمعوية والإعلامية، والقوى المنتجة والمبدعة، إلى النهوض ب"واجبها في تأطير المواطنين، وترسيخ قيم الغيرة الوطنية، والمواطنة الحقة، ذلك أن تفعيل هذه الاستراتيجية، لا ينحصر في عمل الدولة وأجهزتها، وإنما يقتضي تعبئة شاملة لكل الفعاليات الوطنية والمحلية"، وأكد جلالته كذلك على أن الصحراء قضية مصيرية للشعب المغربي، واضعا حدودا أمام أولئك الذين يتمتعون بحقوق المواطنة ويتآمرون مع أعداء الوطن "فإما أن يكون الشخص وطنيا أو خائنا" يقول جلالة الملك. ومن هذا المنطلق جاءت الدعوة الى تأسيس جمعية "جسور للتواصل الصحراوية"، أولا "حتى لا تبقى قضية الصحراء حكرا على أناس معينين"، يقول حميد التكني، وثانيا للمساهمة النضالية في مبادرات المناهضة للفكر الانفصالي، مقابل تنوير الرأي العام بحقيقة الأشياء وبرموز التآمر بأساليب الابتزاز والضغط. كما أعرب عضو اللجنة التحضيرية عن مبدأ الجمعية إزاء مشروع الحكم الذاتي، والذي حظي بإجماع وطني وسند دولي. ولم يفته الإعراب عن استنكاره للأعمال الوحشية التي يرتكبها مرتزقة "البوليساريو" في حق المحتجزات والمحتجزين بمخيمات تندوف في انتهاك سافر للمواثيق والأعراف الدولية، وللقوانين الإنسانية والشرائع السماوية. وعلى مستوى آخر، قال حميد التكني إن الجمعية ستنفتح على الثقافة الصحراوية وتساهم في التعريف بها. كما أشار إلى أن العديد من المواطنين المنحدرين من أقاليمنا الصحراوية أكدوا مشاركتهم في الجمع التأسيسي، وهم يقطنون أو متجذرون عبر العصور والأجيال بأقاليم خنيفرة وبني ملال ومكناس وسيدي قاسم وكلميم وطانطان وأسا والعيون وغيرها. وسيتم اختيار منسق بكل مدينة في أفق إحداث فروع على مستوى هذه المدن وباقي ربوع الوطن، وفاء للتقاليد الموروثة عن الآباء والأجداد وتاريخ الأمة المغربية.