خلدت الجزائر منذ يومين ذكرى ثورة الفاتح من نونبر، التي غيرت معطيات التاريخ الجزائري المعاصر، وخلقت أسطورة الشعب الذي يفنى من أجل الارض بتقديم مليون شهيد.. وقد بعث جلالة الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى عبد العزيز بوتفليقة، رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، وذلك بمناسبة ذكرى انطلاق الثورة الجزائرية، جاء فيها على وجه الخصوص اعتزاز المغاربة بتضحيات أشقائهم الجزائريين، وقد قال جلالة الملك « إن الشعب المغربي ليشاطر شقيقه الجزائري مشاعر الاعتزاز بهذه المناسبة الخالدة، مستحضرين جميعا ما ميز مرحلة الكفاح من تجاوب وتضامن صادقين في السراء والضراء، وإيمان قوي بوحدة المصير». كما جدد جلالة الملك عزمه الراسخ على مواصلة العمل المشترك مع الرئيس بوتفليقة «من أجل تجسيد هذه الروح النضالية التضامنية، وتوطيد روابط الأخوة وأواصر القربى وحسن الجوار، التي تجمع شعبينا الشقيقين، وتعزيز سبل التواصل والتعاون بين بلدينا، لما فيه خيرهما، وبما يسهم في تفعيل صرح اتحادنا المغاربي، وتحقيق تطلعات شعوبنا الشقيقة إلى التكامل والاندماج والتنمية المشتركة في عالم لا يؤمن إلا بالتكتلات القوية»، وهو ما يشكل حرص المغرب على مد اليد ، والسعي باستمرار الى تحقيق التقارب والوئام مع الجيران. إلا أن الجزائر في واقع الحال اليوم أبعد ما تكون عن المثل السامية لثورتها المغاربية التي احتضنتها بلاد المغرب الاقصى، وأقرب ما تكون الى تبديد الرسمال الاخلاقي والمعنوي لثورتها، وهي تحاول أن تحرم المغرب من ثمار تحرير أراضيه الجنوبية، وتخلق كل أسباب التفرقة وتعطيل البناء المغاربي، الذي مات من أجله جيل بكامله من القادة والثوار. على الجزائر بالفعل أن تعيد النظر بما فعلته بثورتها، وبتجريدها من كل القيم النبيلة التي سقط من أجلها مليون شهيد.