محمد بلعولة الصحفي بجريدة «الرأي» والمتخصص في التنس، يعتبر ذاكرة حية للتنس، ومرجعا مهما لكل من يريد الغوص في هذه الرياضة. زمن الفرسان الثلاثة يرى بلعولة أن التنس المغربي كان يغرف من جامعي الكرات، وأن ذلك مكنه في الستينيات من الحصول على أبطال من العيار الثقيل، وكان منهم (الخست الشادلي، علي لعروسي) وبعدهم جاء حسن صابر ومصطفى ديسلام ومحمد الدليمي ثم خالد أوطالب. وحسب بلعولة، فإن التنس المغربي أخذ بعده الدولي وإشعاعه القوي في عهد الفرسان الثلاثة (يونس العيناوي، هشام ارازي ثم كريم العلمي)، وذلك بفضل المثابرة والجدية في اللعب، الشيء الذي جعل هؤلاء الأبطال يحتلون المراتب أقل من خمسين عالميا، بل إن العيناوي سبق له أن توج رقم واحد عالميا، رغم أن ذلك كان لوقت وجيز. الفرسان الثلاثة، يضيف بلعولة، كان لهم الفضل قي جعل التنس المغربي يتبوأ أحسن المراتب على الصعيد الإفريقي والعربي، كما أن المغرب أصبحت له دورياته العالمية كدوري الحسن الثاني ولالة مريم إضافة إلى الدوريات الدولية التي تنظمها الأندية. وكان حضور التنس المغربي في كأس ديفيس منذ سنة 1961 وصعود المغرب إلى المجموعة الدولية واللعب لمدة أربع سنوات الدور الأول في البرازيل وإسبانيا، بلجيكا، إنجلترا، سويسرا، وأن مواجهة البطل العالمي فيدرير في إحدى هذه الدوريات من طرف هشام أرازي ستبقى عالقة بذاكرة التنس المغربي. بلعولة، وهو يتحدث عن الزمن الجميل، لم يفته أن يذكر بأن المغرب كان من بين الدول 16 التي كانت تضمها السبورة. أما بخصوص المشاركة على الصعيد الإفريقي فلم يعرها أي اهتمام، لأن وضع المغرب كان شبيها ب«لمش وسط العميين» بعد الفرسان غاب الخلف يتأسف كثيرا بلعولة على عدم إنجاب التنس المغربي لخلف لهؤلاء الأبطال، ويرجع بلعولة السبب إلى غياب الإمكانيات التي يتطلبها التنس والتي يبقى على رأسها الجانب المادي. واعتبر تألق التنس المغربي في عهد الفرسان الثلاثة يعود الى الوضع المادي الذي كان عليه هؤلاء الابطال، وأشاد بالتضحيات الكبيرة التي تحملها يونس العيناوي. بلعولة وبمقارنة بسيطة، يؤكد أن الأبطال المغاربة الآن يحتلون مراتب تفوق 300، وعزا ذلك الى غياب المتابعة اللصيقة لهؤلاء الأبطال، وأضاف إلى ذلك غياب ممارسة التنس بالمؤسسات التعليمية، مع غياب دعم تام للأندية والجامعة للإبطال. واستثنى من ذلك نادي السككي الذي تبنى كلا من «إيد امبارك»، و«كاميليا». وبخصوص الأبطال الحاليين (المهدي الزيادي، يونس فتار، ربيع الشاكي، رضا العمراني وايد امبارك) وغيرهم، فقد أشفق بلعولة لحالهم، لكونهم يعانون كثيرا من الخصاص المادي نظرا لوضعهم الاجتماعي والاقتصادي الذي لايسمح لهم بالمشاركة المكثفة في الدوريات. كما أن المشاركات خارج الوطن تكون على حسابهم، وتتحكم فيها الظروف المادية. الابطال المغاربة بدون دعم بالنسبة لعلاقة الجامعة بالابطال المغاربة، يرى بلعولة أنها غير منتظمة، ولاتتحكم فيها البرامج والضوابط المعمول بها. ولتقريب الصورة لم يفت أن يشير الى تنقل الأبطال الآن مابين نيجيريا والسينغال للمشاركة في دوريات هناك، وعلى حسابهم الخاص، وأنهم بعد ذلك سيتوجهون الى القاهرة للمشاركة في البطولة الإفريقية. الغريب، يضيف بلعولة، أن الجامعة لاتعرف أماكنهم، وأن الاتصال بهم يكون عن طريق العائلة. وفي ظل هذا الوضع يرى بلعولة أنه ليس هناك تحضير، وليس هناك دعم، وأضاف بأن البطل يتكلف بشراء كل المعدات رغم أنه يمثل المغرب في تظاهرات دولية، وأن كل ما يحصل عليه هو البذلة الرياضية. التنس في عهد امجيد في البداية يمكن القول إن امجيد الرئيس السابق للجامعة الملكية المغربية للتنس أسدى خدمات لهذه الرياضة وأن بفضله استمر التنس، لكن تبقى هناك عدة مؤاخذات منها كون امجيد كان يرفض رفضا قاطعا خلق العصب، لأنه كان يتخوف منها، وكان لايريد أن يفر التنس من بين يديه. هذا الوضع جعل التنس المغربي ينشط في المدن القريبة محور الدارالبيضاء والرباط. يضاف إلى ذلك عدم التوقيع على العقد مع الحكومة في عهد ادريس جطو، لأن الجامعة لم تكن مهيكلة ولم تعقد جموعها العامة. يضاف إلى كل هذا أن امجيد، وهو في «ولايته» الأخيرة اهتم بالجانب الاجتماعي وتخلى عن التنس، يضاف إلى ذلك كذلك عامل المرض والسن والمشكل المادي المثار بين المستشهرين والأندية والجامعة السابقة والذي قيل فيه الكثير، لكن الحقيقة لازالت ضائعة. العرايشى والتنس أمام هذا يرى بلعولة أن لعرايشى الرئيس الجديد للجامعة الملكية المغربية للتنس مطالب ببث الروح في الجامعة، ومن خلالها في الأندية ويرى بلعولة أن ذلك لن يتم إلا بالتواصل المباشر مع الأندية والوقوف على مشاكلها وإكراهاتها مع التفكير في إحياء الأندية البعيدة عن محور الدارالبيضاء والرباط. كما يجب التفكير في توقيع عقد مع الحكومة ووضع برنامج للعمل تطبعه الاستمرارية والمتابعة الجدية،