نتناول في هذه الزاوية مجموعة من المظاهر الاجتماعية من زاوية نقدية محضة، نحلل ونناقش ونقارع أحيانا كثيرة لكننا نلتزم بالموضوعية والحياد اللازمين لكي لاندخل في سجال عقيم مع أي كان احتراما لشرف المهنة النبيلة التي اخترناها عن قناعة . كنا السباقين في هذا العمود وفي المقالات التي نشرناها على أعمدة الجريدة إلى إثارة موضوع الاختلاسات بسوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء غير مامرة وفي كل مرة كانت تتحرك بعض الأقلام المأجورة في مجموعة من المنابر للرد علينا دفاعا عن «الفساد» وكانوا يعتبروننا نصفي حسابات سياسية فقط والآن وبعد أن كشف المستور وفاحت روائح الفساد من داخل السوق تغيرت اللغة وتحركت الأقلام الصحفية تتابع الملف وتبحث عن الجديد فيه ولكم أن تقارنوا بين ماكانوا يكتبون قبل أشهر وبين مايكتب الآن، إذن كنا على حق في تناولنا للموضوع . الآن وبعد أن تناولنا ملف سوق الجملة مرارا وتكرارا وبعد أن تحركت مسطرة البحث وإن كانت تتم بشكل بطيء يثير الإرتياب فإن هناك من يتحرك بالسرعة القصوى لوقف مسار البحث، هناك من أخذ إجازة للبحث عن مخرج للمأزق الذي وجد نفسه فيه، منهم من استنجد بالتاريخ للإفلات من المتابعة والعقاب وآخرون يستنجدون بالجغرافية للحصول على إبراء ذمة وآخرون استعانوا بماراكموه من ثروات أيام السيبة لشراء براءتهم ، كل واحد منهم «كايجري طوالو»! لاقتناء صك البراءة بعد أن كانوا يغدقون على من كان يتكلف بالرد علينا حين كنا الصوت الوحيد الذي يصدح بالحق. الآن ونحن نثير مجموعة من الإشكاليات بأسلوب مهني لايخلو من سخرية أحيانا وجدية زائدة أحيانا أخرى فإننا نسعى إلى إثارة الإنتباه إلى الاختلالات البنيوية هنا وهناك، نسعى إلى تشخيص الخلل بكل جرأة وشجاعة من دون لف ولادوران فما أكثر الملفات التي تناولتها الجريدة على امتداد سنوات وأصرت على إثارتها في أعداد متتالية قبل أن تتحرك مسطرة البحث والمتابعة لتنفجر ملفات كان مسكوتا عنها من قبل ولم يكن أحد يجرؤ على إثارتها حينها لسبب أولآخر. لقد تكونا في مدرسة صحفية نزيهة بعيدة كل البعد عن الشبهات ومنطق الموالاة أو العمالة لأي كان وهو مانؤكده اليوم ونحن مقتنعون كل الاقتناع بأننا على حق في كل مانذهب إليه وفي طريقة تحليلنا التي تعلمناها من أقلام لها مكانتها في تاريخ الصحافة المغربية بالرغم من محاولات البعض طمس هذا التاريخ.