يتساءل سكان مدينة بني ملال عن مآل العديد من المشاريع التي تمت برمجتها بشكل رسمي قبل سنوات ، و منها ما أعطت الزيارة الملكية الأخيرة للمنطقة في ربيع سنة2007 انطلاق أشغالها ، لكنها لم تكتمل أو تم العدول عنها. يتتبع الجميع عملية إنجاز شارع 20 غشت الذي رصدت له ميزانية 43 مليون سنتيم ، كيف تم التراجع عن العديد من بنود دفتر التحملات الذي يقضي بتهيئة الشارع على طول 5 كيلومترات بعرض 50 مترا ، بطريق مزدوج ومرأب وقوف بعرض مترين و إنارة عمومية متطورة مزدوجة وسط الطريق . و كيف تم تقليص عرض الجوانب و التخلي عن الإنارة المزدوجة في الوسط ، وكذا سوء جودة الأشغال خاصة تقسيم الشارع بشكل عشوائي ... توقيف الأشغال بدون سبب معروف ساهم في اهتراء بعض ما تم إنجازه و خاصة جوانب الشارع . شارع 20 غشت الذي ينتظر السكان أن يشكل مدخلا متميزا و يضفي جمالية على المدينة و الذي تشرف على إنجازه ولاية الجهة التي اختارت من قبل مكتب الدراسات الذي حدد المواصفات اللائقة و الممكنة لهذا المشروع ، أفرز الواقع أنه لن يتم بذلك الشكل لأن مشاكل عديدة برزت في هذا المشروع. شارع الرباط الذي يربط شارع الجيش الملكي بطريق تادلة يعرف تصدعات و انزلاقات أرضية و حفرا على مستوى منطقة سوق الدجاج ، علما بأن هذه المنطقة لا تتوفر على قنوات للصرف الصحي . منتزه تامكنونت الذي بشرت السلطة و الجماعة بأنه سيضاهي منتزهات أخرى مشهورة بمدن مجاورة يعرف تعثرا كبيرا في إنجازه . و تقلص إلى حديقة يتيمة قرب شارع تامكنونت مع تعثر مسطرة نزع ملكية الأراضي المجاورة . مشروع حماية المدينة من الفيضانات الذي يروم إنشاء ثلاثة سدود تلية على الجبال المجاورة . حيث تم بناء سد أوربيع بغلاف مالي محترم ، لكن الأمطار الأخيرة عرت الحقيقة و بينت عدم نجاعة السد في حماية الجهة الغربية للمدينة التي غرقت من جديد في المياه و الأوحال . أما الجهة الشرقية فقد عرفت نفس المصير . مرأب السيارات الذي يزمع تشييده خلف مركب المكتب الوطني للماء الصالح للشرب لامتصاص الضغط الذي يعرفه منتزه عين أسردون لايزال في خبر كان . إصلاح منتزه عين أسردون مشروع كذلك مازال يراوح مرحلة الدراسات لتتدهور حالة هذا المنتزه التاريخي و يتحول إلى سوق مفتوح للأزبال و عرض لعربات المأكولات .. المدينة القديمة التي تحولت إلى خراب و أصبحت في كل موسم أمطار «مقبرة» لضحايا سقوط المساكن و البنايات ، ملف طبقت فيه السلطة و الجماعة مقولة كم من حاجة قضيناها بتركها . فعدلت عن كل البرامج و الدراسات و عجزت في ظل تواجد منتخبين برلمانيين غير قادرين على البحث عن حلول وطنية أو دولية لهاته المعضلة على غرار ما قام به منتخبو مدينة فاس. ملف النظافة التي تم تفويتها إلى شركة خاصة بمبلغ مالي يتراوح بين 1,2 و 1,8 مليار سنتيم سنويا سيعرف قريبا مشاكل عويصة بحكم توقف الدعم المالي ( حوالي 500 مليون سنتيم) المخصص من وزارة الداخلية في سنة 2009 . ليتعين على الجماعة البحث عن موارد مالية إضافية لتغطية الخصاص . مشاريع ضخمة و هامة من شأنها أن ترفع مدينة بني ملال إلى مصاف المدن الحديثة العصرية ، لكن هذا المنال يتطلب وجود ممثلين للسكان يحملون هم تطور و تقدم المدينة . كما يستوجب تجاوبا كاملا للسلطات خاصة في البحث و الإصرار على توفير الحلول الناجعة .