حل أمس الإثنين وفد مغربي رفيع بالجماهيرية الليبية، يتكون من وزير الدولة محمد اليازغي، ووزير الدولة امحند العنصر، ورئيس مجلس النواب مصطفى المنصوري، وذلك بعد المذكرة التوضيحية التي قدمتها اللجنة الشعبية العامة للإتصال الخارجي والتعاون الدولي بالجماهيرية إلى سفارة المغرب بطرابلس، أكدت فيها رسميا أن البوليزاريو ومحمد عبد العزيز لم تكن مدعوة للمشاركة في احتفالات الفاتح من شتنبر، وأن تواجده بالعاصمة الليبية كان من أجل المشاركة في قمة الإتحاد الإفريقي التي عقدت بليبيا يوما قبل الإحتفالات بثورة الفاتح. وأن ما يسمى ب « الجمهورية الصحراوية » لم تكن مدعوة رسميا للحضور، التزاما بالضمانات التي قدمت للحكومة المغربية. مؤكدة أن ما وقع كان سببه « بعض الإشكالات البرتوكولية غير المقصودة، مردها ضخامة المناسبة وارتفاع عددد المدعوين، الأمر الذي تسبب في بعض الإرباكات ». وينتظر أن يجري هذا الوفد المغربي الهام مجموعة لقاءات مع الأشقاء الليبيين، لتعزيز توضيح الصورة، وتأكيد قوة العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين المغربي والليبي. تجدر الإشارة أيضا، إلى أنه كان من المقرر أن يحل وفد مغربي آخر يضم أمناء الأحزاب السياسية وأعضاء مكاتب سياسية ورؤساء منظمات مدنية وبعض الشخصيات المغربية إلى ليبيا للمشاركة في الإحتفالات. كما كان مقررا أن يلتقي ذلك الوفد المغربي العقيد القدافي بخيمته، لكن حادث تسلل محمد عبد العزيز إلى منصة الإحتفالات الرسمية جوار الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، حال دون مشاركة هذا الوفد في احتفالات ثوة الفاتح. مثلما حرصت التنسيقية المغربية لملتقى التنظيمات والأحزاب السياسية في المغرب العربي، على عقد سلسلة لقاءات متواصلة لتتبع تطورات ذلك الحادث الطارئ الذي سعى إلى الإساءة إلى عمق العلاقات الرسمية بين المغرب والجماهيرية.. وحسب تصريح منسقة التنسيقية بديعة الراضي لجريدتنا، فإن « التنسيقية قد ارتأت أن تتعامل مع هذا الحادث الطارئ بنوع من التروي والتبصر والهدوء من أجل الكشف قبلا عن ملابساته كاملة، والذي يتبين من خلال تحركات جبهة البوليزاريو في الساحة المغاربية من جهة وفي المحيط الإقليمي والدولي من جهة أخرى أنها عملت على خلق سيناريو لضرب عمق العلاقات المغربية الليبية، الشئ الذي فطنت إليه قيادة البلدين من خلال لم الموضوع الذي توج بالمذكرة التوضيحية الليبية الصادرة عن اللجنة الشعبية العامة للإتصال الخارجي والتعاون الدولي بالجماهيرية». وواكبت التنسيقية هذا الحادث الطارئ يوميا قبل أن تصدر بيانا « تمنت فيه روح الحكمة والتبصر التي تعاملت بها قيادتا البلدين لاحتواء تداعيات الحادث المفاجئ الذي خدش شعور الشعب المغربي، وذلك بالحرص على احتواء تداعياته بما يخدم المصلحة العليا لبلدينا الشقيقين »، مؤكدة في الختام عزمها على مواصلة العمل المشترك مع كل الإرادات الخيرة من أجل تخطي المعوقات التي تحول دون بناء اتحاد مغاربي متراص يخدم مصالح شعوبه ويعزز مكانتها في المحيط الإقليمي والدولي.