يشكل الموسم الدراسي لهذه السنة، مشهدا جديدا من مشاهد التجريب في حقل التربية والتعليم ببلادنا، ذلك ان الموسم الحالي سيكون المحك الحقيقي لتطبيق البرنامج الاستعجالي والذي يصفه المبشرون به ب«النفس الجديد للإصلاح». ويطرح البرنامج عددا من الأسئلة أهمها: هل البرنامج الاستعجالي إعلان وفاة لميثاق التربية والتكوين ؟هل تم رصد كل الموارد البشرية والمالية لإنجاح المخطط الجديد؟. البرنامج الاستعجالي يحكمه مبدأ أساسي، يقوم على جعل المتعلم في قلب منظومة التربية والتكوين،وتسخير باقي الدعامات الأخرى لخدمته، كما يضع البرنامج أهدافا رئيسية منها: 1- التحقيق الفعلي لإلزامية التعليم إلى غاية 15سنة 2- حفز روح المبادرة والتفوق في المؤسسة الثانوية وفي الجامعة 3- مواجهة الإشكالات الأفقية للمنظومة التربوية، وذلك عبر دعم كفاءات الأطر التربوية ، وتمكينها من تأطير جيد وإعادة الاعتبار لمهنة التدريس . ويسعى البرنامج إلى توفير وسائل النجاح عبر حفز جهود مجموعة من المتدخلين. ويركز البرنامج في جزء كبير منه على محاربة الهدر المدرسي ، عبر اتخاذ عدد من التدابير، كبناء حوالي43 داخلية لمواكبة تطور المدارس الابتدائية الجماعية في الوسط القروي،إنشاء 379داخلية بالثانويات الإعدادية،وهو ما يعني توفير45000 سرير إضافي وذلك مابين سنة 2009 وسنة 2012 وهي المدة المقررة لتنفيذ المخطط الاستعجالي. أما الإجراءات التي يقترحها البرنامج برسم الدخول المدرسي الحالي، فتتمثل في رفع قيمة المنحة من700 درهم إلى 1260درهما. ولمواجهة التكاليف المرتفعة للتمدرس، سيتم إنجاز برنامج يحمل اسم «تيسير»، تؤطره الجمعية المغربية لدعم التمدرس،وهو برنامج يوفر مساعدات مادية مباشرة لدعم تمدرس الأطفال في وضعية هشة. وإذا كان البرنامج بتضمن تدابير وإجراءات متفائلة، فإن عددا من الملاحظين والمهتمين بالشأن التعليمي يرون أن المسألة التعليمية تتطلب إرساء نظام محكم، يولد شروط نجاحه دون ضخ أنفاس خارجة عن النظام في كل مرة.