تعتبر مدينة افران من أهم المدن الجبلية، التي يتوافد عليها الزوار، مغاربة وأجانب، إلى جانب مخيمات الأطفال، وهذا الإقبال مرده ، بالدرجة الأولى ما تزخر به المنطقة من مؤهلات طبيعية خلابة، جمعت بين الغابات والحدائق والأنهار والعيون، إضافة إلى إعادة الهيكلة التي عرفتها العديد من أحياء المدينة، كلها فضاءات، يتخذ منها الزوار، باحات وأماكن للاستجمام والتمتع، فرارا من حرارة مفرطة يعيشها المغرب، هذا الموسم، وهي مناسبة ينتعش كذلك معها الاقتصاد المحلي الذي يعرف رواجا على كل الأصعدة، وتلك الحركة تجلب معها البركة كما يقول المثل الشعبي لأنها تضمن دخلا لابأس به لعدد من الأسر التي تهيئ منازلها للكراء. لكن في هذه الأجواء يلاحظ سلوكات قد تعصف بهذا الامتياز، وتعكر هذه الصفوة: البيئة والطبيعية ، ألا وهي عدم احترام هذه المجالات والمساحات الخضراء والمحافظة عليها، حيث يتم رمي الأزبال في المجاري المائية، بدون شعور أو إحساس بمدى تأثير تلك العملية على الطبيعة، مع أن الجهات المسؤولة خصصت حاويات وسلال هنا و هناك لتلك الازبال، ولم تقف الأمور عند هذا، بل تم التطاول حتى على ظلال الأشجار، وتحولت كل شجرة إلى موقف لسيارات زوار المدينة، ولا أحد يبالي، بما يمكن أن يلحقه بتلك الأشجار، التي هي الأخرى، كائنات حية تحتاج إلى محيط، منه وفيه تنتعش وتنمو، إلا أن العجلات والمحركات تدكه دكا. إذن أما آن الأوان لإيقاظ ذلك الضمير الجماعي، الذي تم تغييبه منذ سنين، حتى يمكن إعادة الاعتبار للملك الجماعي و يقوم الجميع، سلطات محلية، مجتمع مدني، جماعة وأفراد بتحمل المسؤولية في حماية المجالات الطبيعية، لأنها أساس بقائنا.